نعم للمفاوضات من أجل إنجاح ثورتنا المباركة... بشـــرط
الاخوات
والاخوة رئيس وأعضاء مجلسنا الوطني المؤقر
السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته
من المُحزن حقا ان السياسيين والدبلوماسيين
العرب اليوم عندما يفشلوا في حل مشاكل بلدانهم وخدمة شعوبهم يُقدموا أنفسهم كخبراء
دوليين للدول الكبري وإستعدادهم للعمل مع هذه الدول من أجل تحقيق مصالحها حتى ولو
قاد ذلك الي تمكين وإستمرار ظلم الانظمة
الدكتاتورية في أوطانهم. ولعل السيد عبد الإله الخطيب المبعوث الدولي إلى ليبيا هذه
الأيام هو أكبر ذليل علي ما نقول. فقد كَشفَ لنا مبادرته الدوليَّة بشأن ليبيا والتى
تشمل "وقف لإطلاق النار وتشكيل سلطة انتقاليَّة علي أساس المناصفة بين
الحكومة والمعارضة (يقصد الثوار)." وكأن الاوضاع في ليبيا اليوم – بالنسبة
للسيد الخطيب -- يسودها حالة ما تُعرف بـــ "دولة لاغالب ولامغلوب." وفي
أعتقادي إن هذا التحرك (يعني هذه المبادرة الدولية) لم تاتي من فراغ بل قد تكون
أحد نتائج مؤتمر مجموعة الاتصال الذي إنعقد في تركيا يوم 15 يوليو
2011. ولعل المهم بالنسبة لشعبنا الليبي وثوارنا في الخنادق وعلي جبهات القتال هو
الانتباه والاهتمام بهذه الأمور الخطير والاستعداد لهذا السيناريو الذي تعتبره دول
التحالف اليوم هو أحد الاساليب الرئيسية للخروج من الازمة الليبية التى كانوا
يعتقدوا بأنها ستنتهي في بضعت أسابيع. وعليه فمناشدتى لمجلسنا الوطني المؤقر في
هذا الرسالة هو التذكير بمجموعة من المبادي التى لابد من التمسك بها وتأكيد عليها
عند الحديت مع الدول التى تريد -- لإسباب تتعلق بمصالحها – التفاوض مع بقايا حكم
القدافي الشرير. ولعل من أهم هذه المبادي
والمنطلقات هو ان شعبنا المجاهد لا يرفض من حيت المبذأ فكرة التفاوض مع
الخصم والايمان بان كل الخيارات مفتوحة بشرط:
1. لا
لوقف إطلاق النار قبل تنحي القذافي وأبنائه وعصابته من المسرح السياسي الليبي.
فالحل العدل لا يفرضه الا السلاح. فكل العالم اليوم يعلم بأن القدافي
وعصابته ظلموا شعبنا وإنتهكوا أعراضه ودمروا ممتلكاته... فماذا بقاء لهم أن يفعلوا الا الرحيل.
2. لا
للمفاوضات مع بقايا النظام قبل تنحي القذافي وأبنائه وعصابته من المسرح السياسي
الليبي. وفي هذا الصدد نقول للقدافي ما قاله هو نفسه لشعبنا "نحن
ليس بيننا وبينك كلام الي يوم القيامة." وسوف يرد عليك شعبنا باللغة التى تفهمها , فانت تخاف لا تستحى.
3. لا
لتشكيل سلطة انتقاليَّة علي أساس مبذا المناصفة أوالمحاصصة بين الحكومة والثوار. وذلك
لان إقتسام السلطة – بعد كل هذه الدماء الزكية التى سالت – هي
ببساطة محاولة خبيتة للإتفاف علي ثورة شعبنا المباركة والعمل علي سرقتها.
4. لا
للقبول بأي مبادرة تدعوا الى تنحي القذافي مع بقاءه في ليبيا بضمانات دولية أو
ان يكون فوق القانون الليبي. بمعني اذا أختار القدافي البقاء في ليبيا فسيكون عُرضة
للقانون كأي مواطن آخر وسيُشاهد العالم كيف ستكون دولتنا الجديدة عادلة
معه.
5. لا
للمفاوضات مع بقايا النظام الا بوجود ممثل لثوار الخنادق فيها. بمعني لابد من
إستشارة المجاهدين في جبهات القتال
وان يكون لهم مُمثل في كل هذه المفاوضات وخصوصا التى تتعلق بمصير الوطن. فهم الذين
صنعوا هذه الثورة المباركة وهم الذين سيكونوا – بإذن الله -- حراسها في المستقبل.
6. لا
للمفاوضات السرية ولا للمفاوضات الشخصية ويجب ان تكون كل المفاوضات بموافقة ورعاية
مجلسنا الوطني.
7. لا للمفاوضات
بإسم الشعب الليبي أوالحديت بإسمه من أي طرف آخر مهما كانت مصداقيته أو حرصه علي
مصالح شعبنا وثورتنا المباركة.
سيداتى
سادتي
أدعو
مجلسنا الوطني المؤقر ان يشكل فريق مؤهل وقادر ومستعد للتفاوض مع من تبقى من نطام
الحكم في حالة تنحي المجرم القذافي وأبنائه وعصابته من المسرح السياسي الليبي. وان
يكون هذا الفريق هو الفريق الوحيد المُكلف من قِبل المجلس الوطني بالتفاوض مع كل
الاطراف. وبشرط ان تكون كل المفاوضات علنية ولها إستراتيجية واضحة ومتفق عليها
مسبقا.
أخيرا أيها
السادة الكرام أرجوا من مجلسنا المؤقر أن لا يسمح لإي شخص إنشق علي نظام القدافي
-- مهما كانت إمكانياته – ان يكون عضوا في فريق التفاوض. وذلك لانه يبدوا أن بعض (ولا أقول كل) عناصر
النظام قد إنشقوا ليخترقوا صفوف ثوارنا وينقضوا علي ثورتنا المباركة من الداخل.
أنا أدعو -- وبكل صدق وأحترام --- كل هؤلاء السادة الذين أنشقوا علي هذا الحاكم
الشرير أوكانوا طرف رئيسي في مشروع سيف أن ينسحبوا من عملية التفاوض مع بقايا
النظام. أدعو الله عز وجل أن يحمى ثوارنا وأن ينصر ثورتنا وان يخلصنا من كل
الشريرين والانتهازيين ...
والله المستعان.
محمد عبد
الرحمن بالروين
27 يوليو 2011
27 يوليو 2011
berween@hotmail.com
No comments:
Post a Comment