Tuesday, April 10, 2012


         دور ثوارنا الحقيقيون الأشاوس في تأسيس دولتنا            

سادتنا وإخواننا ثوارنا الحقيقيون الأبطال في كل ربوع الوطن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن الحقيقة التى لا ينكرها الا مُكابر هي إن ثوارنا الحقيقيون الأشاوس هم أول وأكثر من ضحي من أجل تحرير وطننا الغالي من حكم القدافي المقبور ومرتزقته. وبكل يقين يمكن القول بأن ثورتنا المباركة لم تنتقل من ثورة سلمية تطالب بحقوق الشعب المشروعة الي ثورة مسلحة إلاعندنا اُجبر المتظاهرين العزل وإضطرارهم للدفاع عن أنفسهم بكل الوسائل المشروعة ودفعهم لمناشدة المجتمع الدولي وكل الشعوب المُحبة للسلام لحمايتهم ومُناصرة قضيتهم العادلة. بمعني إن ثورتنا المباركة لم تنتقل من الحالة "السلمية" الي حالة "الحرب" بقرار غربي -- كما يدعي ويُروج البعض للأسف – وإنما لان شعبنا قرر مواجهة الطاغوت وتحدّي كل آلياته الحربية بصدور عارية رافعين شعار الجهاد الذي رفعه أجدادهم من قبلهم: "نحن لن نستسلم .. ننتصر أونموت." وشعار "اذا لم نستطع الدفاع عنك ... فلا نستحق العيش عليك." ومطالبين بأهداف ثلاث هي -- تحرير الوطن ..   ووحدة البلاد .. وحماية الشعب. وبعد معارك دامية وضارية دامت ثمانة أشهر حقق خلالها شعبنا – بعون الله أولا ومساعدة المجتمع الدولي وأحرار العالم -- هدفهم الأول الا وهو تحرير الوطن. وهاهم أبناء شعبنا اليوم يحتفلون بالانتصارات 
ويواجهون تحديات جديدة لعل من أهمها: ماهو دور هؤلاء الثوار المستقبلي في تأسيس دولتنا الدستورية الثانية؟ 
وكيف يمكن تحقيق الوحدة الوطنية؟ وماهي أهم الوسائل لحماية الشعب من الاعداء – في الداخل والخارج؟. 
في أعتقادي المتواضع إنه يمكن مواجهة هذه التحدّيات والتعامل معها بنجاح عن طريق الإتفاق علي:
(أ) الخيارات المستقبلية أمام الثوار.
(ب) الإتفاق علي اللاءات التى يجب الإجماع عليها والتمسك بها.  

أولا: الخيـــارات   

لعل من أهم الخيارات المتوفرة أمام ثوارنا الحقيقيون في الاستمرار في خدمة وطنهم هو الآتية: 
1. حل الكتائب ونهاية الدور العسكري للثوار. وهذا الخيار يعني ببساطة عمل القيادات السياسية في الدولة بإتخاد قرار 
ينص علي حل جميع التشكيلات والكتائب العسكرية وان يقول لثوارنا – وبإختصار شديد -- لقد إنتهت الحرب وقضيتم 
لنا علي القداقي ومرتزقته فسلموا أسلحتكم وأرجعوا بسلام الي بيوتكم أوالي أي مكان أتيتم منه.
2. إستعاب الثوار في مؤسسات الأمن والشرطة والجيش الوطني. بمعني قيام المجلس الوطني الانتقالي والحكومة المؤقتة  بمحاولة ضم كل كتائب الثوار الراغبين في ذلك لمؤسسات الامن والشرطة والجيش الوطني وإطلاق سراح كل من لا 
يرغب في ذلك.
3. تكوين مؤسسة مستقلة للإستمرار  في حماية وحارسة الثورة. بمعني قيام القيادات السياسية في الدولة بتكوين مؤسسة

مستقلة (بالإضافة الي مؤسسات  الأمن والشرطة والجيش الوطني) تستوعب الثوار الحقيقيون وتتيح لهم الفرصة للإستمرار  

في خدمة الوطن. وهذا يعني إعطاء الحق لثوارنا في حراسة الوطن وحماية ثورتنا المباركة في المستقبل إذا رغبوا في ذلك.
ويمكن تحقيق ذلك بأساليب عدة لعل من أهمها قيام المجلس الوطني الانتقالي والحكومة المؤقتة بدعوة قيادات الثوار في كل
ربوع وطننا الحبيب للإجتماع في عاصمتنا طرابلس تحت رعايتها وإشرافها ومطالبتهم بالعمل علي  تشكيل قيادة عامة موحدة
لكل الثوار (الراغبين في الاستمرار في أداء هذا الواجب) وإعداد استراتيجية كاملة لكيفية إدارة ودمج كل الكتائب في هذه
المؤسسة الجديدة.

ثانيا: الـلاءات                                                                                                                                            بعد الإتفاق علي الإختيار المناسب لدور ثوارنا في المرحلة القادمة لابذ من المطالبة بالتمسك باللاءات التى أعتقد أنها ضرورة
لإنجاح ثورتنا المباركة ومن ثم تأسيس دولتنا الجديدة. والحقيقة إن هناك لاءات عديدة يجب علي ثوارنا وقياداتنا السياسية
وكل أبناء شعبنا التمسك بها والإصرار عليها لعل من أهمها اللاءات الأربع الآتية:
1. لا لإستمرار الكتائب المسلحة (أوالمليشيات كما يسميها البعض) في كل ربوع الوطن خارخ سلطات وقيادة الدولة. 
2. لا لكل تجمعات عسكرية علي أساس قبلي أوجهوي أوعرقي أوالحزبي مهما كان غرضها ومهما كانت هذه التجمعات 

وطنية وشريفة. وذلك لانه لايمكن لهذا النوع من المؤسسات ان تكون الحارس الامين للوطننا وثورتنا وكل أبناء شعبنا.
3. لا لعسكرة الدولة: وهنا قد يسأل سائل فيقول ماذا تعني بمصطلح عسكرة الدولة؟ بإختصار شديد يمكن القول انها تعني
عدم إستعمال السلاح كإسلوب من أساليب التحاور وحل النزاعات بين الفرقاء في الدولة الواحدة. وبمعني آخر لابد من ان يكون

واضحة للجميع بأننا يجب ان نرفض أي نوع من أنواع العسكرة لدولتنا الحديتة تحت أي مُسمى ومهما كانت المبررات. ويجب إعتبارهذا الإسلوب غير مقبول ومرفوض بكل أبعاده السياسية والوطنية والأخلاقية. ولابد ان نعي بأن عملية عسكرة الدولة  
 ستقود في النهاية الي سلبيات عديدة لعل من أهمها: (أ) تقليص درجة المشاركة الشعبية والتفاعل السياسي في الدولة
وتضيق قاعدة الثورة الاجتماعية. (ب) النيل من مضامين الثورة الإنسانية والتحررية التى إنطلقت من أجلها

و(ج) فقدان الثورة لمصداقيتها وإصابة مُناصريها بالإحباط والإحراج في محيطهم الاجتماعي.
4. لا لكل أنواع الاسلحة الغير مشروعة. لعل من التحديات التى تواجه القيادات السياسية لثورتنا المباركة هذه الايام هو محاولة 

البعض (عن قصد أوغير قصد) الخلط بين الأسلحة المشروعة والاسلحة الغير مشروعة. بمعني الخلط من جهة بين أسلحة الثوار
الحقيقيون الذين حررونا من حكم القدافي والتى تعتبر ضرورة من ضروريات هذه المرحلة ومن جهة آخري إنتشار الأسلحة الغير
مرخص بها والتى في حوزة التجار واللصوص الذين سرقوا هذه الإسلحة من مخازن الدولة أوتحصلواعليها بطرق غير مشروعة.
وعليه فلابد من مطالبة هؤلاء التجار واللصوص بترجيع هذه الاسلحة والا فسيكون امتلاكها خروجا عن القانون. وبالأضافة لذلك
مناشدة المواطنيين الذين يمتلكون أسلحة فردية ان يقوموا بترجيعها أوبتسجيلها وأخد رخص بخصوصها.  

الخاتمة      
لعله من المناسب أن أختم هذا المقال بالتدكير قيادتنا الوطنية وثوارنا بالآتي:
1. لابد من التأكيد علي ضرورة إستمرار دور الثوار الحقيقيون في مرحلة تاسيس دولتنا. بمعني لابد من إحتفاظ هؤلاء الثوار في

هذه المرحلة الحرجة بأسلحتهم للمساعدة في دعم الأمن والاستقرار في الوطن لانه بدون أمن وأستقرار لن يتحقق أي شىء آخر
وبشرط الا يتواجدوا في ذاخل المدن اوالتجمعات السكنية وان لا يكونوا خارج سيطرة الدولة. وفي هذا الصدد يمكن لثوارنا القيام

بمهام عديدة مثل تأمين حدود الوطن وضمان الأمان للمواطن وتعزيز الأمن الداخلي خصوصا قي غياب مؤسسات قوية للشرطة
والأمن والجيش الوطني.
2. لابد علي ثوارنا الحقيقيون ان يكونوا – كما كانوا في مرحلة التحرير --  في خدمة الشعب وتحت قيادة المجلس الوطني 


الانتقالي وان يكونوا أيضا الاداة الاساسية للحكومة المؤقتة وأن يعملوا علي مساعدتها في تطبيق سياساتها وخصوصا الامنية.
وعلي ثوارنا أن يتدكروا بأن من أهم صيفات الثأئر الحقيقي إنه -- بالدرجة الاولي -- إنسان أخلافي شجاع لا يرضى بالظلم  

ويدافع علي االحق ودائما علي إستعداد  للإستشهاد في سبيل ما يؤمن به.
3. لابد علي مجلسنا الوطني الانتقالي المؤقر وحكومتنا المؤقتة أن يقوما بتشكيل لجنة وطنية مستقلة مهمتها الرئيسية

والوحيدة القيام – في مدة قصيرة لاتزيد عن شهر - بإستطلاع أراء كل الثوار واخد رايهم في الخيارات الثلاث التى ذكرتها 

أعلاه (وهي:  
(أ) رغبة الثوار في الرجوع الي أعمالهم قبل قيام الثورة.
(ب) أوالرغبة في الإنضمام للامن اوالشرطة أوالجيش الوطني.
(ج) أوالرغبة في الانضمام لمؤسسة جديدة يمكن ان نسميها مؤسسة الحرس الثورة – أواي أسم اخر).      
وبناءاعلي نتائج هذا الاستطلاع يتم تحديد رغبات الثوار وكنتيجة لذلك يتم وضع برامج لتصنيف دور  
الثوار المستقبلي في تأسيس دولتنا الحديتة.
4. لابد من رفض وجود الكتائب المسلحة في داخل المدن والتجمعات السكانية والغير خاضعة لسلطات المجلس الوطني الانتقالي. 
ولابد ان يعي ثوارنا الحقيقيون إن وجود وإنتشار هذه الظاهرة هو امر خطير علي مستقبل ثورتنا المباركة ويجب علي الجميع 
رفضه. وعلي مجلسنا الوطني وحكومتنا المؤقتة أن يُسرعا بإعداد إستراتيجية واضحت الاهداف والمعالم لكيفية التخلص من    
هذه الظاهرة الغير حضارية. وعلي ثوارنا ان يعلموا بأن وجود الكتائب المسلحة (في داخل المدن أوخارجها) ليست غرض في 
حدّ ذاته ولايجب أن تكون خط احمر كما يقول البعض وإن الحديث علي مخاطرها اوانتقاد التصرفات الخاطئة لبعض قياداتها   
يجب أن يشجع ولايمكن وصف أصحاب هذه الإنتقادات بالانتماء للطابور الخامس أوانهم ضد الثوار.
5. لابد علي مجلسنا الوطني الانتقالي وحكومتنا المؤقتة أن يعمل علي إيجاد آليات لتقنين إمتلاك وإستعمال السلاح وخصوصا  
في المدن والسعي المنهجي للتخلص من كل أنواع الاسلحة العشوائية المنتشر بكثرة في الوطن بشرط التفريق بين السلاح  
الغير مشروع والغير مُرخص به من قبل سلطات الدولة وبين سلاح الثوار الذي هوسلاح (في هذه المرحلة) للدفاع عن   
الوطن وحماية الثورة.
6. لابد علي مجتسنا الوطني الانتقالي وحكومتنا المؤقتة أن يقوما بتكريم كل ثوارنا الحقيقيون وخصوصا أسر الشهداء والجرحي.
علي ما قدموا  للوطن وذلك بمساعدتهم في كل ما يحتاجوا له والقيام بإيجاد فرص عمل للراغبين منهم ومساعدتهم في تحقيق 
مستقبلهم. فلا يعقل بأي حال من الاحوال ان نقول لهؤلاء الرجال والنساء الذين ضحوا بكل ما ملكوا من أجلنا جميعا لقد إنتهت 
الحرب وقضيتم لنا علي الحاكم الظالم الشرير ومرتزقته فسلموا أسلحتكم الان وأرجعوا بسلام الي بيوتكم أوالي أي مكان أتيتم منه.
وأخيرا نصيحتي لثوارنا الحقيقيون أن لا يتركوا ثورتنا المباركة – خصوصا في هذا الوقت بالذات – لإولئك الذين هم آخر من 
ضحي (وبعضهم لم يضحوا أصلا) وأول من يستفيد... وأنصحهم بالا يكونوا مصدرا لإزعاج شعبهم الذي ضحوا من أجله بالغالي 
والرخيص .. والا يكونوا كقُطاع الطرق والمتسلطين وعصابات التفتيش .. وفوق هذا وذاك الا يكونوا من الذين يغتصبون 
الممتلكات العامة وينتهكون الحرمات الخاصة.. ولامن الذين يطالبون بالحصول علي مُقابل لما قاموا به دفاعا عن الارض   
والعرض – لأن ذلك صفة من صيفات المرتزقة لا الثوار الحقيقيون ... وعليهم أيضا أن يتدكروا بأنه لايوجد شىء في هذا الصراع 
الذي فُرض عليهم إسمه "غنائم حرب" وبالتالي فعليهم الا ياخدوا ما ليس لهم وان يرجعوا كل الممتلكات الي أهلها الحقيقيون.  
أدعو الله عز وجل ان يعي ثوارنا الحقيقيون الأشاوس دورهم التاريخي الذي ثاروا من أجله. وأن يُدركوا بأنهم ثاروا من  أجل الحق
وتحرير كل الوطن وحماية الارض والعرض وليس مجرد قبائلهم ومدنهم ومناطقهم. وأن يعلموا بأن إصرار البعض منهم علي إنهم يمثلون مدينة ما أوقبيلة ما أومنطقة بعينها سوف يكون له آثار سلبية خطيرة علي مستقبل الثورة ووحدة الوطن وجمع الشمل
وتحقيق الإستقرار. وعليه أدعوكم – من كل قلبى – ان تتخلصوا من كل الصيفات السلبية  المرتبطة بكم وبكتائبكم وان تكتفوا   
بأنكم ثوار الوطن أتيتم من مناطق ومدن وقبائل مختلفة وشاركتم جميعا في تحقيق هذا الهدف السامي الا وهو تحرير كل ربوع
وطننا الحبيب الذي نسميه ليبيا .. فهل انتم مُدريكون لما انتم مُقدمون عليه.. أدعوا الله ان تكونوا كذلك.

         في الختام لا تنسوا يا أحباب إن هذا مجرد إقتراح أعتقد إنه الصواب.  
           أدعو الله أن أكون به قد ساهمة في خدمة شعبي وإنجاح ثورتنا المباركة...
والله المســــــــتعــــان.
محمد عبد الرحمن بالروين    

أخر مقالات نشرتها