Tuesday, November 28, 2017

الغُشَـــــماء



الغُشَـــــماء
د. محمـد بالروين
الغشيم السياسي هو الانسان الذي يتصرف علي سجيته, ويجهِل حقيقة الأمور السياسية التي   من حوله , ويعمل بلا روية ولا نظر ولا تفكير. بمعني هو أنسان لا يتقن صنعته وهمه الوحيد , بمجرد ان تتاح له فرصة المشاركة في  أي عملية سياسية, هو اخد كل ما يستطيع, وكل ما هو متاح له, دون أعتبار لخاتمة أعماله وتصرفاته, مما ينتج عن تلك التصرفات في النهاية تحقيق أسوأ النتائج من الدمار والظلْم والفساد للجميع.

وبمعني الغشيم السياسي هو أنسان مُفلس فكريا , وعنيد ومُتهور سُلوكيا , وأحمق سياسيا , ومُتكبر ومُتشبت برأيه, ويجهل المجال الذي وضع نفسه فيه. وبذلك تكون نتيجة أعماله الفشل والعجز عن تقديم حلول للإهداف التي ينشدها, مما يجعله دائما عُرضة للإستغلال من الصعاليك والبلاعيط السياسيون الذين يسعون دائما لتوظيفه وتشغيله لخدمة أغراضهم الخاصة. وبذلك يتحول هذا الشخص الغشيم , الذي قد يكون مُخلصا وصادقا فيما يحاول القيام به, الي مجرد شخص مُستعد ان يُفنى جسده, ويُضيع جهده ووقته, في خدمة غيره دون أثرا يّذكر , ولا عملا يُشكر , ودون ان يدري, بل والأسوأ من ذلك كله انه انه مُقتنع بذلك ويعتقد انه يُحسن صنعي!

وبمعني آخر الغشيم السياسي هو إنسان يمكن وصفه بالعبيط الجرّي , والشجاع الذي لا يحب النصح ولا الاستماع للراي الآخر , وليس علي أستعداد لتغيير قناعاته ومساره الخاطىء. فهو انسان يصر دائما علي انه صواب وغيره مُخطي.

وعليه وبناءا علي هذا التعريف , يمكن القول ان هؤلاء الغشماء كُثر في وطني هذه الايام!! والمُحزن أكثر, ان أغلبهم متواجدين في سدَّة الحكم وفي أهم المؤسسات السيادية للدولة!! وعلي هذا الاساس, ومن هذا الواقع المُحزن, يحق للمرء ان يسأل: هل يمكن لنا ان ننقد شعبنا من هذا الواقع المُحزن الذي يعيشه هذه الايام؟ وهل يمكن لنا في هذا الوضع ان نُعيد بناء دولتنا التي نحلم ان تكون دولة مدنية ديمقراطية متطورة؟ وهل يمكن ان يتحقق كل ذلك بقيادة الصعاليك والبلاعيط السياسيون الذين يستغلون ويستخدمون سجية وبساطة هؤلاء الغُشماء لتحقيق أهدافهم وأغراضهم الخاصة؟! في أعتقادي المتواضع: بالتأكيد لا!... ولا حل أمامنا (وخصوصا بعد يوم 17 – 12 – 2017)  الا إعادة الانطلاق من جديد برؤي جديدة , وآليات جديدة , وبقيادات جديدة .. هذا هو الخيار الوحيد أذا فعلا نريد جمع الشمل والنهوض من جديد... 

في الختام, لا تنسوا يا أحباب إن هذه مجرد فكرة أعتقد اننا مُحتاجين لدراستها وفهمها في هذه الايام الصعبة, وأعتقد ان تعريفي وصفي لها صواب, فمن أتي بوصف أحسن منه أخدناه , ومن أتي بوصف مُختلف عنه أحترمناه. أدعو الله أن أكون بذلك قد ساهمة في خدمة شعبي المظلوم , وإصلاح وطني الجريح...

والله المســـتعـان.

محـمد عبد الرحمن بالروين
berween@hotmail.com

Thursday, November 23, 2017

من مفهوم التغافل السياسي



من مفهوم التغافل السياسي
د. محمـد بالروين 
                                                              
 يمكن القول وبكل ثقة ان مفهوم التغافل هو احد أهم الحلقات المفقودة في عملية أعادة بناء وطننا الجريح هذه الايام , وانها القيمة الاخلاقية الضرورية الغائبة في ثقافتنا السياسية علي وجه الخصوص! ولعل السؤال المهم هو: لماذا غابت هذه القيمة الاجتماعية العظيمة والضرورية  في ثقافتنا السياسية وخصوصا في هذه الظروف الصعبة بالذات؟ هذا هو السؤال الجوهري في أعتقادي المتواضع, والذي أدعو كل المخلصين (وخصوصا الذين يتعاطون السياسة) من ابناء شعبنا للاجابة علية. ولكي تتضح الصورة أكثر دعوني أحاول – وبأختصار شديد جدا -  تعريف هذا المصطلح؟ ولماذا يجب الاهتمام به؟ وماهي حدوده؟ وما الفرق بينه وبين الغفلة؟ 


معني التغافل

ما أقصده هنا بالتغافل هو إظهار المرء الغفلة عن عيب أو نقص او تقصير من أخيه أو أخته , مع علمه به وإطلاعهَ عليه , تفضلاً على المتغافل عنه وترفعاً عن الأمور التي لا تضر اوالتي ليست من الاولويات المهمة في هذه المرحلة. بمعني هو التجاوز عن أخطاء رفاقه الآخرين والتغاضي عنها مع علمه بها وإدراكه لنتائجها. وبمعني هو ادعاء المرء عدم رؤيـته لشيء  ما وعدم التعليق والمحاسبة عليه. وبمعني آخر هو التظاهر بعدم التركيز علي بعض زلات الآخرين وغضُّ  الطرف عن أخطاءهم وتجاهل بعضِ مساوئهم.


لماذا التغافل                                             
هنا قد يسأل سائل ويقول لماذا يجب ان نتغافل عن بعض زلات وأخطاء وتقصير رفاقنا الآخرين؟ والحقيقة ان هناك أسباب عديدة لممارسة هذه القيمة الاخلاقية والاجتماعية العظيمة لعل من أهمها:


أولا: لان الاهتمام بأخطاء وزلات وعيوب الاخرين لن تقود الا للمزيد من التعب والخسارة ومضيعة الوقت. فعلي الانسان العاقل الا يضيع وقته ولا جهده في الاهتمام بكل صغيرة وكبيرة يقوم بها الآخرين من حوله وخصوصا الامور التي لا تعنيه, ولنتذكر دائما – في هذا الصدد - حديث رسولنا الكريم (ص) الذي يقول فيه: "مِن حُسنِ إسلامِ المرءِ تركه مَا لا يعنيه" رواه الترمذي.

ثانيا: لان التغافل قيمة من قيم مكارم الاخلاق , وانه لا يعني بأي حال من الاحوال نقص ولا ضعف. وفي هذا الصدد يقول الإمام: أحمد بن حنبل (رحمه الله) "تسعة أعشار حسن الخُلق في التغافل."
 

ثالثا: لان التغافل صفة من صيفات الكراماء والعظماء والحكماء, يقول الحسن البصري في هذا الصدد: "لا يزال التغافل من أخلاق الكرام." ويقول الامام الشافعي رحمه الله "الكيّس  العاقل هو الفطن المتغافل." ويروي عن معاوية بن سفيان انه قال "العقل مكيال: ثلثه الفطنة، وثلثاه التغافل." ويقول الحكماء: "لا يكون المرء عاقلاً حتى يكون عما لا يعنيه غافلاً." ويروي ان كسرى سأل وزيره عن معني الكرم؟ فقال: "التغافل عن الزلل."


رابعا: لان التغافل مصدر من مصادر الصحة والعافية وراحة البال, ففي ما رواه البيهقي في مناقب الإِمام  أحمدَ عَن عثمان بن زائدة قَال: "العافية عشرة أجزاءٍ تسعة منهَا في التغافلِ" وقد أكد ذلك الامام علي بن أبي طالب، كرَّم الله وجهه، عندما قال: "إن نصف العافية التغاضي."
 

تغافل أم غفلة 
وهنا لعله من المناسب – وفي عُجالة - التفريق بين الغفلة والتغافل حتي لا يحدت اللبس وأساءت الفهم. وباختصرا شديد يمكن القول ان التغافل ممدوح؛ لأنه دائما ما يكون تغاضيا مقصود عن تقصير طرف اخر في أداء بعض من حقوقه أو الاخلال عن بعض من مسؤولياته ، أما الغفلة فهي غالباً مدمومة؛ لأنها تعني الانشغال وعدم المعرفة. بمعني بينما التغافل يعني الفطنة والعقل والحكمة , نجد ان الغفلة تعني الغباء والسذاجة والضعف. وبمعني آخر يمكن وصف التغافل بالذكاء والعلم والإدراك لما يتغافل عنه تكرماً وترفعاً عن صغائر الأمور, نجد ان الغفلة تعني الساذجة والغباء , ولهذا يقول الشاعر في الفرق بين الغبي والمتغابي:


ليس الغبي بسيداً في قومهِ *** لكن سيدَ قومهِ المتغابي


حدود التغافل 
وهنا لابد من الاشارة والتأكيد علي ان الدعوة للمارسة مبدأ التغافل في حياتنا وخصوصا السياسية منها لا يعني باي حال من الاحوال انها بدون حدود ولا ضوابط. فالحقيقة ان هناك حدود وضوابط عديدة لعل من أهمها: (1) يجب الا يكون التغافل اوالتغاضي في حقوق الله وحدوده من الواجبات والمحرمات والأوامر والنواهي الشرعية. (2) يجب الا يمارس التغافل إلى درجة التفريط في الواجبات الوطنية التي يجب المحافظة عليها, ولا بالتي تمس بحقوق الآخرين. و(3) يجب الا يعني التغافل باي حال من الاحوال الإهمال والتقصير, وذلك لان هذه آفات خطيرة لابد من تلافيها وعدم السماح بإرتكابها مهم كانت الاسباب.   
                                                                                                                                         الختامة 
في الختام يمكن القول – وباختصار شديد - ان قيمة التغافل هي فن من فنون الحياة الساسية الناجحة والسعيدة. وعليه فنصيحتي لك من يريد ان يتعاطي السياسة هذه الايام ان يثقن هذا الفن  وذلك بقبول الآخرين والتغاضي عما لا يعجبه فيهم من صفات، أوتصرفات اوأعمال لا تناسبه. وعلينا جميعا ان نتذكر ان القادة العظماء والأذكياء عبر التاريخ مارسوا فن التغافل كقيمة أخلاقية، ولم يجدوا غضاضة في استخدامه في التعامل مع الآخرين وذلك بغض الطرف عن هفواتهم وأخطاءهم والتركيز عن الجانب الإيجابي فيهم. وعلينا ان نتذكر ان ممارسة قيمة التغافل ستقود الي راحة للنفس وستكون مصدر من مصادر قوة الانسان وليس العكس. ويبقي السؤال في الختام هو: ما الذي يمنعنا من ان نمارس هذه القيمة الاخلاقية العظيمة ولماذا هي مفقودة في ثقافتنا؟ فهل في امكاننا يا أحباب ان نحاول "التغافل" لكي نتقارب ونتعاون ونعمل علي اعادة بناء وطن حر يسع الجميع .. بكل صدق, هذا ما أتمناه ... وسأبقي أحلم به!!


آخير ... لا تنسوا يا أحباب إن هذه مجرد فكرة أعتقد اننا مُحتاجين لها هذه الايام , وأعتقد إنها صواب , فمن أتي بفكرة أحسن منه أخدناها , ومن أتي بفكرة مُختلفة عنها أحترمناها .. أدعو الله أن أكون بذلك قد ساهمة في خدمة شعبي المظلوم , وإصلاح وطني الجريح...



والله المســـتعـان.


محـمد عبد الرحمن بالروين
berween@hotmail.com

Wednesday, November 08, 2017

إعادة الإنطلاق



ضرورة إعادة الإنطلاق

د. محـمد بالروين

بداية لعلنا نتفق:  

(أ) ان الاربع سنوات الماضية من عمر هذه الثورة كانت سنوات عجاف بإمتياز. سادت فيها الفوضي وانتشر فيها الفساد, وانهار فيها ما تبقي من مؤسسات الدولة السيادية. وكانت التجارب والمشاريع التي قُدمت خلال هذه الفترة كانت كلها حلول فاشلة.    

(ب) ان المحاولات الفاشلة – من ناحية المبدأ - هي أمر طبيعي, وقد تكون أحيانا ضرورة للإستمرار في الإصرار علي التحدي وتحقيق النجاح. بمعني آخر الفشل أحيانا هو أمر طبيعي يجب الا يشكل عائقا للإنجاز والإبداع. 

(جـ) أن الخطورة في "ظاهرة الفشل" تحدت عند إقترانها بـ "ظاهرة الغباء" التي يُعرفها أينشتين بأنها "قيام المرء بتكرار نفس الشىء وتتبع نفس الخطوات وأنتظار نتائج مختلفه."

ايها السيدات والسادة الكرام ... بناءا علي ما ذكرت أعلاه:

* ألا تتفقوا معي أيها الأعزاء بأن السبب الرئيسي لفشلنا في قيام دولتنا الحديته حتي الان هو اننا نكرار في نفس الأخطاء, ونتوقع أنه بالإمكان الحصول على نتائج مختلفة...

* ألا تتفقوا معي أيها الكرام بأن السبب الرئيسي لفشلنا في قيام دولتنا الحديته حتي الان هو اننا نعتمد علي نفس الشخوص العاجزة علي تقديم الحلول المناسبة , ونتوقع أنه بالإمكان الحصول على نتائج مختلفة ...

* ألا تتفقوا معي أيها الاحباب بأن السبب الرئيسي لفشلنا في قيام دولتنا الحديته حتي الان هو اننا نستخدم في نفس الادوات والآليات التي تبث فشلها في تحقيق نتائج مفيدة للوطن والمواطن, ونتوقع أنه بالإمكان الحصول على نتائج مختلفة ...

* ألا تتفقوا معي أيها السادة بأن السبب الرئيسي لفشلنا في قيام دولتنا حتي الان هو اننا نعقد في أجتماعتنا ولقاءاتنا في الأماكن الخطاء (بمعني في كل مكان الاداخل الوطن!!), ونتوقع أنه بالإمكان الحصول على نتائج مختلفة!!! 

أيها الأحباب, ان كل هذه الاسباب والشخوص والآليات التي تبث فشلها خلال السنوات الماضية لن تؤدي الا للمزيد من الفشل وتكرار الازمة  وزيادة تعقيده... 

والي سادتنا في المشهد السياسي أقول: 

ايها السادة .. عليكم ان تعو بان شعبنا الصابر الكريم قد ملَّ من تكرار تجاربكم الفاشلة .. ولذلك يطلب منكم الرحيل مشكورين...


ايها السادة .. عليكم ان تدركو بان شعبنا قد أنهك من تكرار تجاربكم الفاشلة .. ولذلك يطلب منكم ترك المهمة لغيركم لمواصلة المسيرة و "لإعادة الهيكلة" وأيضا "لإعادة الأمل." 

وعليه .. فلا بديل لنا من "إعادة الانطلاق." أي "إعادة الامل," بـ "رؤية جديدة .. ووجوه جديدة .. ومن داخل الوطن." ولتكن نقطة الإنطلاق هذه هي "المؤتمر الوطني الجامع." بمعني ان الحل للخروج من هذا الفشل القاتل هو ضرورة الانتقال وفي أسرع وقت للمرحلة الثانية من "خارطة الطريق" التي تقدم بها السيد المبعوت الاممي غسان سلامة... والاستناد علي الاعلان الدستوري حتي التوافق علي مشروع الدستور الجديد. 

وآخير .. لا تنسوا يا أحباب إن هذا مجرد راي أعتقد إنه صواب , فمن أتي براي أحسن منه أخدناه , ومن أتي براي مُختلف عنه أحترمناه... أدعو الله  أن أكون بذلك قد ساهمة في خدمة شعبي وإصلاح وطني ....

والله المســـتعـان. 

محـمد عبد الرحمن بالروين
berween@hotmail.com

Monday, October 09, 2017

رأيى في



رأيى في 
"المؤتمر الوطني الجامع"

د. محـمد بالروين

اذا سلمنا بان ما عُرف بــ "خارطة الطريق" التي تقدم بها السيد المبعوت الاممي غسان سلامة هي الخيار الوحيد المطروح امامنا هذه الايام للخروج من هذه النفق المظلم والوضع المعيشي الصعب الذي يعيشه شعبنا, فليس امامنا الا إنجاح هذه هذه الخارطة بإسلوب مُنظم وجدول عمل ذو سقف زمني واضح ومُحدد.

وعليه, فالسؤال الذي يجب الاجابة عليه - من الذين قبلوا بهدا الخيار - هو: في حالة عدم توصل "لجنة الصياغة الموحدة" قبل نهاية شهر اكتوبر, لاتفاق نهائي حول تعديل الاتفاق السياسي, ما هو البديل؟

وللبدء في هذا النقاش دعوني أقترح ان الحل هو ضرورة الانتقال للمرحلة الثانية من الخارطة – أي الي مرحلة "المؤتمر الوطني الجامع" وفي أسرع وقت ممكن وذلك 
بالقيام بالاتي:

أولا: اختيار أعضاء المؤتمر
يعني لابد من الاسرع في البدء في تشكيل المؤتمر الوطني الجامع وإختيار أعضائه  بآليات صحيحة وسليمة. ولكي ينجح هذا المؤتمر لابد من:

(1) رفض أسلوب المبعوت السابق السيد برنادينو ليون الذي قام بتعيين الاعضاء بطريقة شخصية وكما أرادها هو!, ونصب نفسه المستشار الرئيسي لـــ "لجنة الحوار." ليس هذا فقط, بل قام بالتدخل في مُخرجاتها وتغيير بعض بنود ما عُرف بــ "الوثيقة الرابعة" دون الرجوع الى أعضاء الحوار. والاكثر من ذلك قام بإهام بعض أعضاء هذه اللجنة بأنهم سيكونوا جزءا من السلطات القادمة والمجلس الرئاسى مما دفع بهم للموافقة على التعديلات التي اذخلها علي الوثيقة!

(2) يجب الا تكون تشكيلة هذا المؤتمر على غرار مؤتمر "اللوجيرقا الأفغاني عام 2003" والذي كان مجرد مؤتمر للقبائل والعشائر الافغانية! بمعني لكي يتم تشكيل هذا المؤتمر  بالطريقة الصحيحة, لابد من فتح الباب أمام كل مراكز القوي وكافة الأطياف السياسية الفاعلة  للمشاركة في إعادة بناء الدولة. ولكي يتحقق ذلك بالطريقة المناسبة , أقترح ان تكون العضوية في هذه المؤتمر علي النحو الآتي:

1. أعضاء يمثلون البلديات (يتم اختيارهم بالطريقة المناسبة التي تختارها كل بلدية) 
علي النحو الآتي:
أ. البلديات التي عدد سكانها 50,000 أو اقل, يمثلها عضو واحد.
ب. البلديات التي عدد سكانها من 50,001 الي 100,000 يمثلها عضوين.  
جـ. البلديات التي عدد سكانها من 100,001 الي 150,000 يمثلها ثلاث أعضاء. 
د. البلديات التي عدد سكانها أكثر من 150,000 يمثلها أربع أعضاء (بشرط 
   ان يكون من بين هؤلاء الاربعة سيدة).  
           
2. أعضاء يمثلون الاحزاب السياسية علي النحو الآتي:          
أ. يتم تمثيل الاحزاب التي تحصلت علي  ما لا يقل عن 05% من عدد 
أعضاء مجلس النواب في الانتخابات الاخيرة, بمعدل عضو واحد لكل حزب. 
ب. يتم تمثيل الاحزاب التي تحصلت علي  10% او أكثر من عدد أعضاء 
مجلس النواب في الانتخابات الاخيرة, بمعدل عضوين لكل حزب. 

3. أربع أعضاء يمثلون مجلس النواب (بشرط ان يكون من بين 
هؤلاء الاربعة سيدة).

4. أريع أعضاء يمثلون المؤتمر الوطني العام (بشرط ان يكون 
من بين هؤلاء الاربعة سيدة). 

5. أريع أعضاء يمثلون المجلس الاعلي للدولة (بشرط ان يكون 
من بين هؤلاء الاربعة سيدة).

6. أريع أعضاء يمثلون حراك العودة للشرعية الدستورية (بشرط 
ان يكون من بين هؤلاء الاربعة سيدة).

7. أريع أعضاء يمثلون انصار النظام السابق (بشرط  ان يكون من 
بين هؤلاء الاربعة سيدة).

8. ثلاث أعضاء يمثلون الحكماء والاعيان في ليبيا.

9. ثلاث أعضاء يمثلون ثوار 17 فبراير.

بهذه التركيبة ستكون العضوية في هذا المؤتمر ليست مفتوحة لكل من هب ودب, وفي نفس الوقت تتكون من ثمتيل مناسب لإغلب مراكز القوة في البلاد. وما علي السيد غسان سلامة الا توجيه طلب رسمي لهذه المؤسسات والاحزاب ومراكز القوي ودعوتهم للمشاركة في هذا المؤتمر وبعث ممثليهم قبل نهاية شهر اكتوبر.

ثانيا: مهام المؤتمر                                                                           
مهمة هذا المؤتمر تنقسم الي مرحلتين هما:  

(1) قبل يوم 17 ديسمبر 2017, ستقتصر مهمته في: (أ) سيكون المؤتمر مجرد مكان رسمي للتشاور بين الاعضاء والسعي للمزيد من التعارف وتبادل الأراء بينهم. و(ب) اما المهمة المهمة الاساسية للمؤتمر – خلال هذه الفترة - فهي تقديم الدعم والمشورة للمؤسسات السيادية الرئيسية وخصوصا مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة. 

(2) ولكن السؤال هنا: ما هو دور هذا المؤتمر في حالة فشل هذان المجلسان للوصل الي توافقات نهائية قبل نهاية شهر اكتوبر؟ في أعتقادي, في هذه الحالة, أري ضرورة انهاء دور المجلسين وأخد المؤتمر مكانهما. ويبدأ المؤتمر أعماله بتشكيل "حكومة ازمة مُصغرة" خلال أسبوع أستنادا علي الاعلان الدستوري. وان تقتصر مهمته في الاشراف علي أعمال هذه الحكومة , والعمل علي إصدار تشريع لإجراء الاستفتاء الدستوري المرتقب. والتأكيد علي ان الانتخابات المقبلة يجب ان تكون على أساس الدستور الدائم للبلاد. ومن جهة اخري, دعوة وتشجيع ودعم الهيئة التأسيسية علي الانتهاء من مشروع الدستور التوافقي قبل يوم 17 ديسمبر 2017. وفي حالة عدم مقدرة الهيئة التأسيسية
علي القيام بدورها قبل هذا الموعد تنتهي مهمتها.

ثالثا: القضية الدستورية 
في أعتقادي تستطيع هيئة صياغة مشروع الدستور - خلال الثلاث شهور القادمة - مراجعة وتنقيح عملها والوصول الي نتائج يقبل بها الجميع , وذلك عن طريق التداول والنقاش العلني والمفتوح حول الأشكالية الدستورية العالقة في هذا المشروع المُشوه. 
وأنا علي يقين بأنه يمكن تحقيق ذلك بإتباع الخطوات الآتية:

1. تُشكل الهيئة لجنة (مُصغرة) من الأعضاء المؤيدين والمُعارضين للمشروع (المشروع المعروض الان في الساحة) لتجميع المواد المُختلف عليها أوالتى يُراد أضافتها من الأعضاء المُعترضين علي هذا المشروع. وبشرط ان تتم هذه العملية  
في مذه لا تزيد عن يومين من تاريخ أختيارهذه اللجنة.

2. الاتفاق علي أعتبار المواد التى لم يعترض عليها احد من الأعضاء مواد مقبولة ومُتفق عليها من جميع أعضاء الهيئة، ويجب علي رئاسة الهيئة نشرها (بعد إعادة صياغتها من لجنة فنية مُحايدة) في وسائل الاعلام وتوزيعها على الراى العام،
وأعتبارها جزء من مشروع دستور ليبيا المُرتقب.

3. يجب ان تقتصر المداولات والمناقشات على المواد المُختلف عليها أوالتى يُراد أضافتها فقط،. وذلك لان الاعضاء المؤيدين للمشروع قد وافقوا علي كل مواده وليس لديهم الان الا حق الدفاع علي هذه المواد وتقديم الاسباب والمُبررات لوجودها.

4. في حالة عدم وصول أعضاء الهيئة لحل هذه الإشكاليات, أقترح ثلاث خيارات للحل وهي كالآتي:

أ. الإحالة: بمعني أن تحال هذه الإشكاليات الي "لجنة تحكيم وطنية مُحايدة" يقوم المؤتمر الوطني الجامع بتشكيلها للإستماع لكل الأطراف والفصل فيها. وبشرط أعتبار الحكم الذى تتوصل اليه هده اللجنة (في الإشكالية المطروحة) نهائي ومُلزما لجميع أعضاء الهيئة. 
                              
ب. الرجوع: بمعني في حالة عدم مقدرة هذه اللجنة للوصول الي توافق بين أعضائها حول أشكالية مُعينة, تقوم هذه اللجنة بالرجوع الي ما ينص عليه دستور 1951م وتعديلاته عام 1963, فيما يتعلق بالمادة الخلافية واعتبار ذلك حلاً نهائي للإشكال. 
          
جـ. الترحيل: وفي حالة عدم وجود الحل في فيما ينص عليه دستور 1951م وتعديلاته عام 1963, يتم ترحيل هذه المواد المُختلف حولها بين الاعضاء, وأن يُترك الامر للشعب (خلال عملية الأستفتاء العام) لإختيار الأصلح من بينها.

في تصوري هذه الخطوات العملية ستمكننا من حل الإشكاليات العالقة, وسنقوم بإنجاز المشروع الدستوري في أسرع وقت ممكن, وسيكون ذلك بإسلوب شفاف وعلني, وامام مريء ومسمع الجميع.

ختاما لابد من التأكيد علي الآتي:

(1) ضرورة التمسك بأن يوم 17 ديسمبر 2017 هو اليوم النهائي لكل هذه الأجسام المنتخبة (مجلس النواب , والمجلس الاعلي للدولة, والمؤتمر الوطني العام , والهيئة التأسيسية), ولا يجوز التمديد لها مهما كانت الظروف والمبررات.

(2) ضرورة عدم تولى اي عضو من أعضاء البرلمان أو أعضاء مجلس الدولة أوأعضاء الهيئة التأسيسية أو أي شخص كان في منصب سيادي خلال السنوات السبع الماضية.
(3) ضرورة العمل الجاد علي رفض وايقاف كل التدخلات الاجنبية مهما كانت أغراضها اومُبرراتها من أي دولة كانت. حتي يستطيع شعبنا حل مشاكله بنفسه وبعيداعن أي تدخلات خارجية.

(4) ضرورة الاصرار علي ان تتم كل اللقاءات والاجتماعات المتعلقة بالشأن الليبي داخل الوطن وليس في خارجة. بمعني ضرورة رفض اي إجتماعات خارج الوطن.

وفي الختام يبقي السؤال لكم يا أحباب هو: 

لماذا لا نذهب الي المؤتمر الوطني الجامع الان؟

وآخير ... لا تنسوا يا أحباب إن هذا مجرد راي للتذكير والمناشدة أعتقد إنه صواب , فمن أتي براي أحسن منه أخدناه , ومن أتي براي مُختلف عنه أحترمناه ... أدعو الله أن أكون بذلك قد ساهمة في خدمة شعبي وإصلاح وطني ....

والله المســـتعـان.

محـمد عبد الرحمن بالروين
berween@hotmail.com
http://mohamedberween.blogspot.com

أخر مقالات نشرتها