Tuesday, November 15, 2011

من مفهوم الهندسة السياسية ( 1 من 2 )

من مفهوم الهندسة السياسية ( 1 من 2

قد يستغرب البعض من هذا العنوان وقد يعتبره البعض الآخر تسمية مغلوطة وخاطئة ولا يوجد شىء إسمه هندسة سياسية. والحقيقة إننى هنا لست بصدد محاولة إثبات أوعدم إثبات هذا المصطلح ولكن كل ما أريد ان أطرحه للنقاش هو ان إهمال عملية الهندسة السياسية ومكوناتها هى من أهم الاسباب الرئيسية التى قادت الى الفشل والتخلف الذى تعيشه الامة الاسلامية والدول العربية اليوم. وفى إعتقادى المتواضع ان من أهم القضايا التى تواجهنا اليوم هى قضية هندسة ما تريد شعوبنا وكيف يمكن تحقيق ذلك. بمعنى لابد على هذه الشعوب ان تتبنى آليات سياسية متطورة وان تقوم ببناء مؤسسات عصرية تتناسب ورؤيتها المستقبلية وتمكنها من تنفيد وتحقيق أهدافها المنشودة. ولعله من المناسب أن أبتدى هذا النقاش بمحاولة الإجابة على مجموعة من الاسئلة لعل من أهمها:

1. ماذا نعني بالهندسة السياسية؟
2. ماهى أهم متطابات الهندسة السياسية؟ 3. ماهى أهم أنواع الهندسة السياسية؟
4. ما هى أهم أساليب تطبيق الهندسة السياسية؟
5. ماهى أهم أبعاد الهندسة السياسية؟

"أولا" معني الهندسة السياسية

يمكن القول ان الهندسة السياسية مثلها مثل الهندسة فى العلوم الطبيعية تعمل من أجل تحويل وترجمة الافكار والنظريات الى واقع عملي ملموس وفقا لأهداف محددة سلفا. بمعني ان الهندسة السياسية هى فرع من المعرفة الذى يستخدم المصادر الطبيعية والادوات العلمية والفنية لتصميم وإنتاج هياكل وعمليات وأنظمة ومؤسسات فى المجتمع وفق لمعايير محددة وأهذاف متفق عليها. وانطلاقا من هذا يمكن القول ان الهندسة السياسية تعني ببساطة ان الانسان يستطيع باسلوب علمي ومنهجي تغيير مجتمعه عن طريق تغييرالمؤسسات والقوانيين والعمليات السياسية فيه. وتعني أيضا عدم ترك الاشياء السياسية الى الصدف وانما لابد من الاهتمام بالاسباب والظروف والمعطيات وتسخيرها لتحقيق الاهذاف المنشودة. ويمكن إعتبارها من أهم وأقوى الادوات السياسية للقيام بتغييرات جوهرية فى المجتمع وفى تشكيل أوإعادة تشكيل الهيكلية السياسية فى أى دولة. وبإختصار شديد يمكن القول بان الهندسة السياسية تقوم بــــ :

* تحويل المفاهيم والمبادي النظرية الى واقع عملي معاش.
*الانتقال من عالم الشعارات الى عالم البرامج.
* تجسيد واقعي عملي للافكار التى يؤمن بها افراد المجتمع من أجل بناء آليات حكم عصرية.
* تصميم سلوك سياسي فى الدولة وبناء مؤسسات ووضع قوانين ورسم جغرافيه سياسية.
* إستخدام المناهج والاساليب العلمية فى التعامل مع الواقع من أجل تغييره للأحسن.

"ثانيا" المتطلبات

لعل من أهم متطلبات الهندسة السياسية الاتى
:
1. التوقيت
وهو عبارة عن عملية تقدير متى يمكن القيام (أوعدم) بشى ما. بمعني هواللحظة التى تجتمع فيها كل الظروف التى تدفع بالانسان للاقدام على شىء ما أوحل مشكلة معينة أوالعكس. ويمكن التعرف على هذه اللحظة بإدراك كل المؤثرات التى تقود الى دفع انسان ما لإتخاد قرار معين. ومن هذا المنطلق يمكن تعريف السياسة على إنها بالدرجة الاولى عملية توقيت وان التوقيت هو المُكون الاساسى فى العملية السياسية وسّر من أسرار نجاحها. وبإختصار شديد يمكن القول بان الهندسة السياسية هى عملية فن معرفة متى يتحدنت السياسي ومتى يسكت ومتى يقوم بشىء ما ومتى يقف عن المشاركة فيه. وبمعني آخر هو عملية إصطياد الفرص المناسبة التى يمكن إحداتها أوإنتظارها من اجل الاستفادة منها.

2. التغليف:
لقد أصبحت عملية الاخراج أوالتغليف - كما يُطلق عليها فى علم التسويق اليوم - من أهم شروط نجاح أى حملة اوموقف سياسي. ويعني ببساطة عملية تقديم أوعرض الافكار اوالمبادى التى يؤمن بها سياسي ما من اجل نشرها بما يتناسب وما تنتظره وتسعي اليه الجماهير. وبأختصار شديد يمكن القول إن التغليف هوعملية تسويق الافكار والسياسات والبرامج بإسلوب مؤتير وناجح.

3. الموقع:
وهو ان يكون السياسي فى المكان أوالوضع أوالموقف السياسي المناسب عند وقوع الحدت أوإتخاد قرار ما. والحديت عن الموقع السياسي هنا ليس مجرد الحديت عن ماذا يجب ان يتضمنه برنامج ما وانما ماذا يستطيع ان يفعل سياسي ما بعقلية المشاهد اوالسامع له لكى يجعله يقتنع ويقبل ببرنامجه. وبمعني كيف يستطيع سياسي ما القيام بالعمل على خلق تشابه أوتطابق بين أفكاره وأفكارالجماهير التى يرغب مخاطبتها. وبمعني آخر وبإختصار شديد ان تحديد الموقع المناسب لسياسي ما هو فى الحقيقة مجرد إنطباع إيجابي يحاول السياسي إحداته فى أذهان الجماهير من أجل الثأتير فى عقولهم وإقناعهم بما يريد القيام به.

وهنا لابد من الاشارة والتنبيه الى ان تحديد الموقع السياسي هو عمليه صعبه لان هذه العملية لا تتوقف فى كثير من الاحيان على ما يؤمن به السياسي فقط ولا فيما يعتقد انه المفيد للمجتمع, وإنما يتوقف بالدرجة الاولى على إنطباع وقناعات الآخرين وعلى إداواتهم المستخدمة لتحقيق ذلك. وعليه فإن عملية تحديد الموقع السياسي تستلزم توفر العديد من الشروط السياسية لإنجاحها لعل من أهمها: (أ) اللغة: بمعني ضرورة إستخدام اللغة المناسبة والمفهومة للجماهير. (ب) التبسيط: بمعني لأبد على السياسي من تبسيط رسالته وخطابه والعمل على تقديم برنامج واقعي يتناسب مع طموحات ورغبات الجماهير التى يريد مخطبتها. و(ج) التمييز: بمعني على السياسى ان يعمل على التمييز بين برنامجه وبرامج المنافسين له وان يقدم نفسه على انه البديل الاحسن من كل الخيارات الآخرى المطروحه فى الساحة.

"ثالثا" الانواع
ان للهندسة السياسية أنواع عديدة لعل من أهمها:

1. التقليدية:
ما أقصده بالهندسة السياسية التقليدية هو عملية التطبيق العملي للمبادى العلمية من أجل تأسيس أوتصميم أوتطوير الافكار والعمليات والآليات والمؤسسات السياسية فى مجتمع ما. وهى المنهجية التى تُسخر وتُطبق العلم والتكنولوجيا فى خدمة رغبات وحاجات الدولة السياسية. فالمهندس السياسي - على سبيل المثال – هو ذلك الانسان الذى يعمل على حل المشاكل السياسية المعقدة وجعل الاشياء تسير بأكثر فاعلية وبأقل التكاليف ولتحقيق أكبر منفعة للناس.

2. الإعادة: وهى ببساطة تعني إعادة تشكيل أوتصميم المؤسسات وألآليات القديمة والتقليدية بما يتناسب ومتطلبات العصر وضروريات الحياة. فالقبيلة على سبيل المثال هى أحد المؤسسات التقليدية التى يجب إعادة تحديد دورها فى المجتمح الحديت. ففى كل الدول العربية اليوم وخصوصا وطني الحبيب ليبيا تعتبر القبيلة مؤسسة تاريخية سياسية وإجتماعية وثقافية مهمة فى تركيبة الانظمة السياسية القائمة اليوم. وما أقصده بالقبيلة هنا هو تلك المؤسسة الاجتماعية التى تقوم على أساس مجموعة من القواعد والاجراءات والاحكام والاعراف التى بواسطتها يثم تنظيم العلاقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادة لمجموعة من الافراد فى مجتمع ما (تربطهم فى العادة روابط الدم وقد تكون فى بعض الاحوال روابط جهوية) فى منطقة جغرافية معينة. والسؤال هنا فى إعتقادي المتواضع ليس هو هل يجب ان تستمر القبيلة كمؤسسة أجتماعية وثقافية أم لا؟ وإنما السؤال المهم هنا هو كيف يتم ذلك وماهو دور القبيلة كمؤسسة اجتماعية وثقافية والسياسية فى المجتمع الحديت المتقدمة؟ هذا هوالسؤال الاساسي الذى يجب على المهندس السياسي فى كل بلد يريد أن ينهض ويتقدم أن يحاول الاجابة عليه.

3. العكسية: ما أقصده بالهندسة العكسية هنا هو طريقة تحليل ودراسة العمليات والمؤسسات وألآليات القائمة والقوانين السائدة والنمادج المستخدمة فى مجتمع ما ومحاولة فهم كل مكوناتها وجزئياتها من أجل معرفة سر وجودها وأسباب نجاحها ولأخد منها كل ما هو مفيد وترك كل ما هو ضار. ولعل خير مثال لتوضيح إستخدام الهندسة العكسية باسلوب ناجع هو السياسة التى إتبعتها اليابان عندما قررت الانفتاح على الخارخ وخصوصا الغرب فى أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. والمثالين الاتيين يوضحان سر نجاح هذه السياسة وسر تقدم اليابان دون ان تفقد شيء من قيمها وعاداتها وتقاليدها. المثال الاول يروى قصة كيف قامت اليابان بانشاء أول سكة حديد فى البلاد. فما ان قررت الحكومة اليابانية إستيراد أول قطار من الولايات المتحدة الامريكية حتى أمرت العاملين والمتخصصين فى هذا القطاع بالقيام بتفكيك عرباته ودراسة كل اجزائه ثم إعادة تركيبه وتشغيله من جديد. وبالفعل قام المتخصصين بذلك وأخدت منهم هذه العملية حوالى سنتين. لقد كان الهدف الاساسي من القيام بهذه العملية هو تمكين الانسان الياباني من معرفة كيفية صناعة القطارات ... وبالفعل تحقق لهم ذلك.

أما المثال الثاني فهو قصة الطالب الياباني "تاكيو اوساهيرا" الذي يمكن إعتباره الرجل الذى بدأ حركة النهضة فى اليابان وهو الذى يعرف عند اليابانيين بانه من نقل قوة أوربا إلى اليابان، ونقل اليابان إلى الغرب. يقول أوساهيرالذي بعثته حكومته للدراسة في المانيا "... لو أنني اتبعت نصائح أستاذي الالماني الذي ذهبت لأدرس عليه في جامعة هامبورج لما وصلت الى شي، كانت حكومتي ارسلتي لأدرس أصول الميكانيكا العلمية كنت احلم بأن نتعلم كيف اصنع محرك صغير كنت اعرف أن لكل صناعة وحدة أساسية ، او مايسمى (موديل) هو أساس الصناعة كلها ، فإذا عرفت كيف تصنع وضعت يدك على سرّ هذه الصناعة كلها ، وبدلاً من أن يأخذني الاساتذه الى معمل اومركز تدريب عملي اخذوا يعطونني كتبا لأقرأها. وقرأت حتى عرفت نظريات الميكانيكا كلها ولكنني ظللت أمام المحرك - ايا كانت قوته - وكأنني اقف امام لغز لا يحل ، وفي ذات يوم ، قرأت عن معرض محركات ايطالية الصنع ، كان ذلك أول الشهر وكان معي راتبي، وجدت في المعرض محركاً قوة حصانين ، ثمنه يعادل مُرتبي كله، فأخرجت الراتب ودفعته، وحملت المحرك، وكان ثقيلاً جداً، وذهبت الى حجرتي ، ووضعته على المنضدة وجعلت أنظر اليه ، كأنني أنظر إلى تاج من الجوهر وقلت لنفسي: هذا هو سرّ قوة أوربا ، لو استطعت أن أصنع محركاً كهذا لغيرت تاريخ اليابان، وطاف بذهني خاطر يقول: أن هذا المحرك يتألف من قطع ذات أشكال وطبائع شتى ، مغناطيس كحدوة الحصان، وأسلاك، واذرع دافعه وعجلات ، وتروس وما الى ذلك لو أنني استطعت أن أفكك قطع هذا المحرك وأعيد تركيبها بالطريقة نفسها التي ركبوها بها ، ثم شغلته فاشتغل ، اكون قد خطوة خطوة نحو سر "موديل الصناعة الأوربية،"وبحثت في رفوف الكتب التي عندي ، حتى عثرت على الرسوم الخاصة بالمحركات وأخذت ورقاً كثيراً، واتيت بصندوق أدوات العمل، ومضيت أعمل، رسمت المحرك ، بعد ان رفعت الغطاء الذي يحمل أجزاءه، ثم جعلت أفككه قطعة قطعة، وكلما فككت قطعة، رسمتها على الورقة بغاية الدقة وأعطيتها رقما وشيئا فشيئاً فككته كله ثم أعدت تركيبه، وشغلته فأشتغل، كاد قلبي يقف من الفرح، استغرقت العملية ثلاثة ايام، كنت آكل في اليوم وجبه واحده، ولا اصيب من النوم الا مايمكنني من مواصلة العمل وحملت النبا الى رئيس بعثتنا، فقال: حسناً مافعلت، الآن لابد أن اختبرك، ساتيك بمحرك متعطل، وعليك أن تفككة وتكشف موضع الخطا وتصححه، وتجعل هذا المحرك العاطل يعمل، وكلفتني هذه العملية عشرة ايام، عرفت أثناءها مواضع الخلل، فقد كانت ثلاث من قطع المحرك بالية متآكلة، صنعت غيرها بيدي، صنعتها بالمطرقة والمبرد. بعد ذلك قال رئيس البعثة، وكان بمثابة الكاهن يتولى قيادتي روحياً قال عليك الآن أن تصنع القطع بنفسك، ثم تركبها محركاً ولكي أستطع ان افعل ذلك التحقت بمصانع صهرالحديد ، وصهر النحاس والالمنيوم بدلاً من ان اعد رسالة الدكتوراه كما اراد مني اساتذتي الالمان، تحولت الى عامل ألبس بدلة زرقاء واقف صاغراً الى جانب عامل صهر المعادن كنت اطيع أوامره كأنه سيد عظيم حتى كنت اخدمه وقت الاكل مع انني من اسرة ساموراي ولكنني كنت أخدم اليابان وفي سبيل اليابان يهون كل شي، قضيت في هذه الدرسات والتدريب ثماني سنوات كنت أعمل خلالها مابين عشر وخمس عشرة ساعة في اليوم وبعد أنتها يوم العمل كنت آخذ نوبة حراسة وخلال الليل كنت اراجع قواعد كل صناعة على الطبيعة وعلم الميكادوالحاكم الياباني بأمري ، فأرسل لي من ماله الخاص خمسة الآف جنيه انجليزي ذهب اشتريت بها أدوات مصنع محركات كاملة وأدوات والآت وعندما أردت شحنها إلى اليابان كانت نقودي قد فرغت فوضعت راتبي وكل ما ادخرته وعندما وصلت الى "نجازاكي" قيل ان الميكادو يريد ان يراني قلت: لن استحق مقابلته الا بعد أن انشي مصنع محركات كاملاً ، استغرق ذلك تسع سنوات وفي يوم من الايام حملت مع مساعدي عشرة محركات، "صنع اليابان" قطعة قطعة، حملناها الى القصر ودخل ميكادو وانحنينا نحييه وابتسم وقال هذه أعذب موسيقى سمعتها في حياتي صوت محركات يابانية خالصة هكذا ملكنا "الموديل" وهو سر قوة الغرب, نقلناها إلى اليابان، ونقلنا قوة أوربا الى اليابان، ونقلنا اليابان الى الغرب ..."( أنظر: موقع المنتديات بتارخ: اكتوبر 17 , 2009 , وأنظر ايضا: موقع منتدى المهندس: اغسطس 16 , 2005).

والسؤال هنا هو: كم من الشباب المسلم اليوم يعمل فى نفس التخصص الذى تخرج منه؟ وأنا هنا لا أقصد الشباب الذين لم يستطيعوا الحصول على اعمال فى تخصصاتهم وأجبروا على العمل فى مجالات آخرى, وانما أقصد الشباب الذين إختاروا العمل فى مجالات آخرى بعد تخرجهم من التخصصات التى كان من المفترض ان يفيدوا بها المجتمع ويساهموا بها فى حل مشاكله, وبعد ان صرف عليهم المجتمع آلاف الدولارات لتمكينهم من تحقيق ذلك. وبالرغم من اننى لم أستطع الحصول على إحصائيات علمية ودقيقة فى هذا الشأن الا اننى ومن مشاهدتى للواقع الذى تعيشه أمتنا اليوم أكذ أجزم بان نسبة هؤلاء الشباب هى نسبة مرتفعة جدا. ولعله من المناسب ان أضرب المثال التالى لتوضيح عظمة المآساة وخطورة المستقبل. إن الغرض الاساسي من هذا المثال هو المقارنة بين قصة الطالب اليابانى "تاكيو اوساهيرا" وبين الطالب المسلم الذى نقل الاموال الى الغرب ورجع فارغ اليدين الا بلقب "دكتور." هذا اللقب الذى أصبح وللآسف يخول حامله الحديت فى كل شيء الا فى تخصصه. هذه قصة شباب مسلم عربى أتى الى الغرب فى بداية السبعينات لدراسة "الهندسة." وبعد ان قضاء فى الولايات المتحدة أكثر من عشرين سنة تحصل خلالها على شهادات البكالوريس والماجستير والدكتوراة فى هذا التخصص وكلف مجتمعه مئات الالوف من الدولارات. وعندما أنهى هذا الشاب دراسته وتحصل على شهادته رجع الى الوطن ولكن بدلا من ان يطبق ما علم ويعمل على نقل نظريات التكنلوجيا التى تعلمها فى الغرب كما فعل الطالب اليابانى "أوساهيرا," وبدلا من ان يؤدى الامانة لمجتمعه الذى أرسله لدراسة أصول الهندسة ومعرفة أسس وأسرار هذا العلم, أتدرون ماذا فعل هذا الشاب عندما رجع؟ لقد أخد يقوم بإلقاء الدروس والخطب والمحاضرات ليس فى علم الهندسة التى تعلمها فى الولايات المتحدة الامريكية وانما فى علم التفسير والسيرة النبوية والدراسات الاسلامية! والحقيقة ان هذا الشاب ما هو الا نمودج من ألاف الشباب المسلم الذين ضيعوا ثروات شعوبهم وكانت المحصلة النهائية من أعمالهم قريبة من الصفر. فكيف بالله عليك نتوقع لهذه الامة ان تتقدم. ان سرّ نجاح الشعوب المتقدمة اليوم معروف وقد شرحه لنا الطالب اليابانى "تاكيو اوساهيرا" أما سرّ فشل المسلمين فيكمن فى أمور عديدة لعل من أهمها أنهم يحبون الحديت والعمل فى كل شيء الا فى تخصصاتهم. والخلاصة يا سادة يمكن القول ان الطالب الياباني "تاكيو اوساهيرا" قام بتطبيق حديت رسولنا صلى الله عليه وسلم الذى يقول "إن الله يحب أذا عمل أحدكم عملا ان يثقنه." فنجح هذا الطالب وقدم بلاده, بينما إكتفاء الطالب المسلم بترديد هذا الحديت على المنابر وبحفظه وترديده فى كل مناسبة تتاح له وإنطبق على هذا الطالب وأمثاله قول الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ" (الصف 2 – 3).

فى الجزء الثانى من هذا المقال باذن الله سوف أحاول تسليط بعض الضوء على أهم أساليب وأبعاد الهندسة السياسية.

يتبع ...

والله المستعان

د. محمد بالروين
berween@hotmail.com
________________________________________________

المراجع:
منتديات منسوبي المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني (اكتوبر 17 , 2009)
http://www.tvtc.tc/vb/showthread.php?t=15545
منتدى المهندسى: "قصة طموح :- تاكيو أوساهير." 16 أغسطس 2005.
http://www.almohandes.org/vb/showthread.php?t=652

No comments:

Post a Comment

أخر مقالات نشرتها