فى الجزء الاول من هذا المقال حاولت تسليط بعض الضوء على معنى السياسة ومكوناتها وبالتحديد الاجابة على الاسئلة: ما هى السياسة؟ ما هى أهم خصائص (أوأبعاد) السياسة؟ وماذا تعنى السياسة من منظور إسلامى؟ وفى الجزء الثانى حاولت الاجابة على السؤال التالى: ما هى أهم الثوابت فى السياسة الاسلامية؟ أما فى هذا الجزء فسوف أحاول الاجابة على السؤال الاتى: ما هى أهم المتغيرات فى السياسة الاسلامية؟ وحتى يسهل علينا تصور ما سنحاول القيام به نرى انه من المناسب الاستعانة بالرسم التوضيحى رقم (1) للتفريق بين التوابت والمتغيرات:
هذا الرسم التوضيحى يحدد لنا مجال الثواتب ومجال المتغيرات فى السياسة الاسلامية. فكل الواجبات الاسلامية تعتبر من التوابت التى لا يمكن التنازل عنها أو المهادنة فيها, وكل المحرمات تعتبر أيضا من الثوابت التى لا يجوز اباحتها مهما كان السبب انطلاقا من قول رسولنا صلى الله عليه وسلم
"إن الحلال بيّن والحرام بيّن، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس" والبخاري). (رواه مسلم
أما المتغيرات فى السياسة الاسلامية فهى تمتد من الامور المستحبة الى الامور المباحة (وقد) تشمل الامور المكروهة عند الضرورة. ولعله من المناسب هنا ان نشير بشىء من الايجاز الى بعض أهم هذة المتغيرات:
(1) المصلحة
ان المتغير الاول فى السياسة من منظور أسلامى هو "المصلحة." فمن الناحية النظرية يمكن تعريف المصلحة على أنها كل شى, وكل قول, وكل فعل يجلب منفعة أو يدفع مفسدة. والحقيقة ان الاسلام أتى فى الاصل من أجل تحقيق مصالح العباد. والمصلحة التى أتحدت عليها فى هذا المقال هى ما أطلق عليه علماء المسلمين "بالمصلحه المرسلة" لأنها غير مقيدة بنص. يقول الشيخ مناع القطان ان المصالح المرسلة هى "جلب منفعة, أودفع مضرة لم يشهد لها الشرع بإبطال ولا باعتبار معين, لأن تكاليف الشريعة ترجع الى حفظ مقاصدها فى الخلق, ضرورية كانت أم حاجية أم تحسينية" (القطان, ص370).
فالضرورية هى التى لابد منها فى قيام الدين والدنيا وقد حددها الفقهاء فى خمس عناصر أساسية هى المحافظة على: الدين, والنفس, والعقل, والنسل, والمال" (أدونيس, ص140). وهى تشمل كل الامور التى اذا إختلت إختل المجتمع بسبب إختلالها اوعندغيابها..
أما الحاجيات فهى التى تؤدى الى رفع الضيق والحرج والتكلفة وتشمل كل الامور التى يقع الناس فى المشقة لدى اختلالها.
والتحسينيات فهى المتعلقة بالاخد بما يليق من محاسن العادات الاعراف وكل الامور التى تطلب للترفيه والجمال والكمال والتقدم والابداع.
ويستند علماء الامة الى ان الصحابة قد شرعوا أحكاما كثيرة لتحقيق مطلق المصلحة لعدم وجود دليل شرعى على أعتبارها أو إلغائها. وكل متأمل فى تاريخنا الفقهى يجد ان أكثرية حكم المجتهدين من الصحابة والتابعين أسس على مفهوم المصالح المرسلة. فعلى سبيل المثال لا الحصرمحاربة مانعى الزكاة فى عهد سيدنا أبوبكر. وتعطيل حدّ السرقة فى عام المجاعة فى عهد سيدنا عمر. وجمع القران الكريم على قراءة واحدة فى عهد سيدنا عثمان ... وغيرها الكثير مما ذكرته كتب الفقه.
وهنا لابد من التاكيد على ان هذا الشرع من المصالح المرسلة يخضع لظروف وامكانيات وازمان مختلفة والى تجدد وتغير الاحدات والمواقف. فقد يكون من صالح جماعة من المسلمين مثلا التحالف مع بعض القوى السياسية فى دولة ما ولكن قد لا يكون من مصلحتهم القيام بنفس العمل فى منطقة اّخرى أو ظرف اّخر. بمعنى ما يكون صالحا لجماعة ما فى ظرفا ما قد لا يكون صالحا لغيرها. من هذا يجب على كل جماعة ان تختار المصالح المناسبة لها متحرية فى ذلك الشرع ومصلحة المسلمين العامة وان يكون شعارنا فيما لا نص فيه هو: "اينما وجدت المصلحة ... فثم شرع الله."
والحقيقة ان علماء الامة قد إشترطوا ثلات شروط لابد من توافرها للأخد بالمصالح المرسلة حتى لا تكون بابا للتشريع بالهوى. هذه الشروط هى:
(أ) يجب ان تكون المصلحة حقيقية وليست مصلحة وهمية.
(ب) أن تكون المصلحة عامة وليست مصلحة شخصية.
(ج) أن لا يتعارض الاخد بالمصلحة المرسلة مع حكم أومبدا ثبت بالنص أو الاجماع (علم الدين, ص69).
وقد توسع علماء الامه فى شرح هذا المفهوم وإستخدموا فى ذلك مناهج عدة لعل من أهمها: الاجماع, والقياس, والاستحسلن, والاستصلاح. والاستصحاب, وسدّ الدرائع. ومن هذة المناهج إستنبطوا العديد من القواعد والمبادى والاحكام الفقهية والتى لعل من أهمها:
* "مالا يتم الواجب ... الا به ... فهو ... واجب."
* "ما لا يدرك ... كله ... لا ... يترك جله."
* "الضرورات ... تبيح ... المحضورات."
* "الحاجة تنزل ... منزلة الضرورة."
* "الضرورة ... تقدر ... بقدرها."
* "ما يفضى الى المحظور ... فهو ... محظور."
* "ما ضر كثيره ... فقليله ... حرام."
* "خدّ ما صفا ... ودع ... ما كدر."
* "المشقة ... تجلب ... التيسير."
* "العادة المطردة... تنزل منزلة ... الشرط."
* "المعروف عرفا ... كالمشروط شرطا."
* "الامور ... بمقاصدها."
* "درء ... الحدود ... بالشبهات."
* "الأصل ... براءة الذمة."
* "البية على من ادعى .. واليمين على من أنكر."
* "درء المفاسد ... مقدم على ... جلب المصالح."
* "يتحمل الضرر الأدنى ... لدفع الضرر الاعلى."
* "ما راّه المسلمون ... حسن ... فهو حسن."
* "لا ينكر تغير ... الاحكام ... بتغير الأزمان."
* "الثابت بالبرهان ... كالثابت بالعيان."
وأمثلة أخرى كثيرة من القواعد التشريعية التى أقرها الفقهاء مذكورة فى كتب الفقه.
(2) الوسائل:
أما المتغير الثانى فى السياسة من منظور أسلامى فهى "الوسائل." بمعنى ان الوسائل والمناهج والآليات التى يمكن استخدامها من أجل تحقيق السياسة الاسلامية غير ثابتة, وقد تتغير من ظرف الى ظرف, ومن مكان الى مكان, ومن جماعة الى أخرى بشرط الا تخرج هذة الوسائل والمناهج عن طبيعة الاهداف المنشودة ويجب أن تكون مشروعة ولا يوجد ما يحرمها. والذى اقصده بالمناهج هو مجموعة الطرق والاساليب العلمية التى يمكن استخدامها من أجل تحقيق الاهذاف المنشودة. أما الوسائل فهى عديدة تفوق الحصر كأساليب الادارة العلمية, وأساليب التخطيط والتعامل, وأساليب العلاقات الدولية, وأساليب الاعلام والاتصالات, ... الخ.
(3) القوة:
أما المتغير الثالت فى السياسة من منظور أسلامى فهى "القوة." فمن المحزن حقا أنه رغم كل الآيات والاحاديت الشريفة التى تحت المسلمين على الاعداد والاستعداد المستمر, نجد أنهم أضعف الامم فى هذا العصر, وكأنهم لم يقرأوا قول الله تعالى "وأعدوا لهم ما أستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وأخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم ...." وحديت رسولنا صلى الله عليه وسلم الذى قال فيه "... ان المؤمن القوى خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف وفى كل خير, واحرص على ما ينفعك وأستعن بالله, ولاتعجز, وان أصابك شىء فلا تقل لو أنى فعلت كذا... وكذا, ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل, فان لو تفتح عمل الشيطان"(رواه البخارى). ولهذا كان عمر بن الخطاب رضى الله عنه يقول فى دعائه: "اللهم أشكو إليك جلد الفاجر, وعجز الثقة." وفى هذا الشان يقول الامام الجليل ابن تيمية رحمه الله بان: "... الواجب فى كل ولاية, الاصلح بحسبها.
فإذا تعين رجلان أحداهما أعظم أمانة, والاّخر أعظم قوة, قدم أنفعهم لتلك الولاية, وأقلهما ضررا فيها.
فيقدم فى إمارة الحروب الرجل القوى الشجاع وإن كان فيه فجور فيها, على الرجل الضعيف العاجز, وإن كان أمينا ..." (بن تيمية, ص17).
كما سئل الامام أحمد رحمه الله فى هذه القضية عن" ... الرجلين يكونان أميرين فى الغزو, أحدهما قوى فاجر, والآخر صالح ضعيف, مع أيهما يغزى؟ فقال: أما الفاجر القوى, فقوته للمسلمين, وفجوره على نفسه, وأما الصالح الضعيف. فصلاحه لنفسه, وضعفه على المسلمين, فيغزى مع القوى الفاجر. وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم: إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر ( وروى: بأقوام لا خلاق لهم) ..." (بن تيمية, ص17).
والحقيقة التى لا جدال فيها عند كل العقلاء هى ان كل الدول المتقدمة اليوم قد أمنت بأن القوة هى مفتاح النصر ومفتاح التمكين. فالولايات المتحدة على سبيل المثال تصرف ما يقارب ربع (4/1) ميزانيتها الوطنية (أى حوالى 633 مليار دولار عام 2008) على الامن والدفاع والسلاح. ولهذا السبب سادت وسيطرت على العالم اليوم (الامن العالمى, 2008).
وعليه فان السياسة فى أى دولة تتطلب أمتلاك القوة بجميع أنواعها الروحية والمعنوية والمادية أذا أرادت هذه الدولة الاستقلال والسيادة والنجاح والتقدم, والا فستعيش ضعيفة ومغلوبة على أمرها حتى لو كان عدد سكانها مئات الملايين من البشر, وقد تصل الى مرحلة "الوهن" التى وصفها رسولنا صلى الله عليه وسلم فى الحديت الشريف عندما قال: "توشك الامم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة الى قصعتها.
فقال قائل: أومن قلة نحن يومئد يا رسول الله؟
فقال: لا ... بل أنتم يومئذ كثيرون ... ولكنكم غثاء كغثاء السيل, ولينزعن الله من صدور عدوكم المابة منكم, وليقذفن فى قلوبكم "الوهن."
فقال قائل: يارسول الله: وما الوهن؟
قال: حب الدنيا وكراهية الموت" (رواة الترمدى).
من كل هذا يمكن ان نستخلص الحقيقة التى تقول: "الويل للضعفاء فى عالم الاقوياء," وان ندرك بان الشعب الذى لا يملك قوته فى عالم اليوم, لن يستطيع ان يحقق أستقلاله وسيعيش تابعا لغيره. وأنطلاقا من هذه القناعة فمن الواجب على كل سياسى مسلم ان يهتم بعنصر القوة كأحد العنصر الاساسية فى السياسة اذا أراد ان يحقق أهدافة ويقوم بدوره المنشود والمطلوبة فى هذا العالم الذى يسيطر عليه الاقوياء .
(4) اللغة:
أما المتغير الرابع فى السياسة من منظور أسلامى فهى "اللغة." واللغة هنا تعنى باختصار كل الاداة والوسيلة التى يستخدمها السياسى المسلم لمخاطبة الناس بجميع أنواعهم وفى كل الاماكن. والحقيقة ان من أهم المشاكل التى يواجهها السياسى المسلم اليوم هى مشكلة المفاهيم والمصطلحات التى يمكن أستخدامها من أجل تحريك الجماهير وحتهم على العمل و تبنى البرامج من اجل بناء الدولة العصرية. فنحن هنا لابد أن نعترف بأننا نعيش "أزمة مفاهيم." فالكثير من المصطلحات والمفاهيم الاسلامية: "كالشورى" و"المواطنة" و "المشاركة السياسية" مازالت لم تتبلور بعد فى شكل عملى ملموس فى الفقة السياسى الاسلامى. وهذا الغياب الملحوظ عرض الامة الاسلامية وخصوصا شبابها الطموح والغيور الى الاقتباس من الآخرين وخصوصا الغرب والشرق لكثير من المصطلحات وعلى سبيل المثال لا الحصر مصطلحات الدستورية, والوطنية, والقومية, والديمقراطية, والايدلوجية, والجمهورية, والحزبية, ... وغيرها.
فمند منتصف القرن العشرين وبالتحديد بعد مرحلة ما عرف بالاستقلال انهمك شباب هذة الامة فى جدل شبه عقيم حول معنى وصلاحية هذة المفاهيم, وقاد ذلك الى إنقسام هؤلاء الشباب الى ثلات مجموعات رئيسية: بعضهم رفضها شكلا وتفصيلا, وبعضهم قبلها بدون تحفظ ودون اعتبار للبعد الاسلامى فيها, أما الفريق الثالت فهو الذى أخد يعمل جاهدا لأسلمة ما يمكن أسلمته من هذه المفاهيم والمصطلحات ورفض ما هو يتعارض مع الاسلام ومباديه. وأستطاعت بفضل الله ان تأسلم مفاهيم كثيرة مثل: الجمهورية, والثورة, والتعددية الاحزابية, والوطنية, والدستورية, وحقوق الانسان, ... وغيرها.
وحيت ان حديتى هنا ليس حول هذة المصطلحات ومدى توافقها مع الاسلام أم لا وذلك لان هذا حديت يطول. وعليه فإننى أقول بأن اللغة السياسية (والمصطلحات جزء منها) هى من الامور المتغيرة التى يمكن تغييرها مع ما يناسب الزمان والمكان. وانطلاقا من هذا فعلى السياسى المسلم اذا اراد النجاح ان يعىء ثلات أبعاد أساسية وضرورية فى أستخدام اللغة السياسية الا وهى:
(أ) المنطق:
بمعنى يجب على السياسى المسلم أن يستخدم اللغة والمنطق الذى يفهمه المخاطب. فعلى سبيل المثال يجب مخاطبت المستضعفين باللغة التى ستساعدهم على تحدّى المستكبرون ... وان نتحدت للضعفاء باللغة التى تساعدهم على إمتلاك القوة ... وان نقنع الفقراء بالمنطق الذى يقودهم للكفاف والعفة. وبمعنى آخر لابد أن نتحدت الى كل أصحاب لغة بالمنطق الذى يفهمونه. ولعل خير مثال على ذلك هو موقف رسولنا صلى الله عليه وسلم عند صياغة صلح الحديبية. هذة الصياغة التى رفضها حتى أصحاب رسولنا صلى الله عليه وسلم فى بداية الأمر لأنها بدات "بسمك اللهم" بدلا من "بسم الله الرحمن الرحيم", ولم تشر الى ان محمد صلى الله عليه وسلم نبى ورسول وأكتفت بذكر "محمد بن عبد الله." هذة الصياغة اللغوية تدل على أن اللغة السياسية من الامور المتغيرة فى الفقه السياسى الإسلامى.
(ب) المكان:
بمعنى على السياسى المسلم أن يستخدم اللغة المناسبة فى المكان المناسب. والأمثلة على هذا كثيرة فى السيرة النبوية لعل من أهمها: موقف رسولنا صلى الله عليه وسلم مع شيخ من شيوخ العرب فى غزوة بدر الكبرى. فما إن وصل رسولنا صلى الله عليه وسلم وأصحابه بدر حتى خرج هو ورجل من أصحابه فى جولة إستطلاع, فوقفوا على شيخ, فأساله الرسول صلى الله عليه وسلم عن قريش وعن محمد وأصحابه وما بلغه عنهما: فقال الشيخ: لا أخبركم حتى تخبرانى من أنتم؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: إذا أخبرتنا أخبرناك ... فقال الشيخ: أذاك ... بذاك؟! قال الرسول صلى الله عليه وسلم: نعم ... فأخبرهم الشيخ بما يعلم من أمر المشركين, وبما قد سمعه من أمر النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه, حتى إذا فرغ من كلامه... قال الشيخ: فمن أنتم؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: نحن من ماء! ... ثم أنصرف عنه. فأخد الشيخ يردد: ما من ما!!! أمن ماء العراق؟! (البوطى: ص221). أما المثال الثانى الذى يدل على استخدام اللغة المناسبة فى المكان المناسب فهو إجابة سيدنا أبو بكر الصديق لذلك الرجل الذى إعترض طريقه يوم هجرته مع الرسول صلى الله عليه وسلم: ففى تلك الليلة التى هاجر فيها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومعه أبوبكر, إعترض طريقهما رجل كان يعرف سيدنا أبوبكر ولا يعرف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. فسأل الرجل سيدنا أبوبكرعلى رفيقه. فأجاب سيدنا أبوبكر قائلا: هذا هادىء يهدينى الطريق. ففهمها الرجل على انه شخص يدل سيدنا أبوبكرعلى طريق السفر, بينما الذى قصده أبوبكر بأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو الهادى الذى يهدى إلى الطريق الحق والسلام. وبهذه الاجابة لم يكذب سيدنا أبوبكر على الرجل, وفاتت على هذا الرجل ان رفيق أبوبكر هو محمد صلى الله عليه وسلم فيكشف أمرهما عند قريش.
(ج) الزمان:
بالاضافة الى معرفة اللغة التى يتحدتها المخاطب, والمكان الذى هو فيه, على السياسى المسلم أن يعى الزمان الذى يعيشه, ومن هذا فعلى السياسى المسلم أن يستخدم المصطلحات التى تتمشى مع الزمان المناسب لها طالما أنها لا تخالف أصول الاسلام ومبادئه. فعلى سبيل المثال سيكون أسهل على الشباب الاسلامى فى إقناع الجماهير بالنظام الجمهورى بدلا من نظام الخلافة, وبالحديت عن رئيس الدولة بدلا من الخليفة, وعن ضريبة المواطنة بدلا من الجزية. وعن النظام الحزبى بدلا من نظام الجماعات ... الخ. وبإختصار شديد على السياسى المسلم الا يتخوف من إستخدام لغة العصر ومصطلحات العصر طالما تحقق المصالح ولا تتعارض مع مبادى الاسلام. فى الجزء الرابع (وألاخير) من هذا المقال باذن الله سوف أحاول الاجابة على السؤال الثالى:
ما هى أهم الشروط التى يجب توافرها فى السياسى المسلم؟
يتبع ...
والله المستعان.
د. محمد بالروين
berween@hotmail.com
________________________
الهوامش:
__ تقى الدين أبو العباس أحمد بن تيمية (الطبعة الاولى 1983) "السياسة الشرعية فى إصلاح الراعى والرعية." منشورات دار الافاق الجديدة - بيروت.
__ محمد أسماعيل علم الدين وعبد الناصر العطار ومحمد المدنى (1975) "المبادى العامة للتشريع فى المملكة العربية السعودية."
__ الامن العالمى: أنظر:
World Wide Military Expenditures. GlobalSecurity.org
http://www.globalsecurity.org/military/world/spending.htm
__ الشيخ مناع القطان "التشريع والفقه فى الاسلام." دار مكتبة وعبة. الطبعة الثالتة (1984) ص.370.
__ د. محمد سعيد رمضان البوطى (1980) "فقه السيرة." دار الفكر. الطبعة الثانية. ص221
__ أدونيس (1977) "ألتابت والمتحول: الكتب الثانى -- تأهيل الأصول." بيروت.
No comments:
Post a Comment