Thursday, November 24, 2011

رسالة مفتوحة للمجلس الوطني الانتقالي


إقتراحات حول خارطة الطريق لنصرة إنتفاضة شعبنا المباركة
رسالة مفتوحة للمجلس الوطني الانتقالي
بنغازي , ليبيا
  
 بســــــــــــــــــــــــــــــــــــم الله الرحمن الرحيم

"أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن اللّه على نصرهم لقدير"(الحج 93)

الاخ الفاضل السيد مصطفي عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي لإنتفاضة شعبنا الليبي المباركة
الأخوات والاخوة أعضاء المجلس ...  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في البداية لا أملك الا أن أشكركم علي ما تقوموا به من جهود للخلاص من هذا الحكم الظالم المستبد , وأدعوا الله عز وجل أن يجعل ذلك في سجل حسناتكم.

الأخوات والاخوة
في الوقت الذي نشكر فيه المجتمع الدولي وكل الشعوب والشخصيات علي ما قدمته من مساعدة وحماية لشعبنا الليبي المظلوم خلال الايام الماضية. وفي الوقت الذي نُدرك فيه ان عملية إقامة منطقة حظر جوي علي ليبيا لا يمكن أن تكون   الحل لكل التحديات التى تواجه شعبنا الاعزل هذه الايام. وإن معركة شعبنا مع هذا الحكم الظالم وعصابته لن تُحسم من الجو وإنما بالقوة علي الارض. وفي الوقت الذي نعي بان الحل في النهاية لابد ان يكون حلا سياسيا ودبلوماسيا. إنطلاقا من هذه المسلمات وغيرها الكثير أرى ضرورة تذكيركم ومشاركتكم بمجموعة من الاقتراحات والمطالب التي أعتقد انها مهمة وضرورية لكيفية التعامل مع المرحلة القادمة والتى أمل أن تقود بإذن الله لإنتصار إنتفاضتنا الشعبية المباركة. ولعل من أهم هذه الإقتراحات والقضايا والمطالب الآتي:

أولا: حق تقرير المصير                                                                                                                       أخواتي أخوتي بداية لابد من التأكيد علي مبدأ حق كل شعبنا الليبي في تحديد مستقبله وهو وحده الذي له حق تقرير  مصيره.   هذا يعني ببساطة لايحق لإي جماعة مهما قدمت ولا لإحد مهما كانت مكانته المساس بهذا الحق المقدس الا اذا   خوله الشعب بذلك. وبمعني آخر لا أحد يحق له الحديت علي كيف يجب أن يكون نظام الحكم في ليبيا ولا القبول بأي شرط يمس بمستقبل الوطن. وعليه فعليكم أيها السيدات والسادة الذين تطوعتم مشكورين بالمشاركة في تكوين هذا المجلس الوطني الإنتقالي المبارك أن تتدركوا بأن مهمتكم الاساسية وبالدرجة الاولي هي إدارة هذه الازمة والاستجابة للتحديات التى تواجه وطننا هذه الايام , ولكن ليس من حقكم أن تقرروا مصير ومستقبل الوطن ولا ان تتحدتوا نيابة عن شعبنا المستضعف والمغلوب علي أمره هذه الايام أي قرارات أستراتيجية أومصيرية.

ثانيا: وحدة كل الثراب الليبي 
أخواتي أخوتي لابد من الاصرار والتأكيد -- في كل مناسبة تتاح لنا -- علي ان وحدة الثراب الليبي لا نقاش فيها ولايمكن التنازل عنها مهما كلف الثمن وطالت الطريق. وعليه فإن إستمرار صمود المدن في المنطقة الغربية من الوطن هذه الايام وخصوصا صمود مصراتة والزنتان وجبل نفوسة هو أمر ضروري وهام للتمسك بهذه الوحدة ولقطع الطريق أمام "مشروع الدولتين" الذي أصبح القدافي وعصابته يسعون لتحقيقه هذه الايام بعد إن فشلوا في تحقيق سيطرتهم علي كل ثراب الوطن. إن إستراتيجية القدافي ومرتزقته الان تقوم ببساطة علي فكرة القضاء علي الثوار في هذه المدن وبذلك يستطيعوا السيطرة علي كل المناطق الغربية. وأذا تحقق لهم ذلك لا سامح الله سيضعوا المجتمع الدولي امام سياسية الآمر الواقع والقيام بتصنيف المناطق الشرقية  من الوطن علي أنها مناطق تسيطرعليها مجموعة من متمردين إنفصاليين وجماعات من القاعدة. ومن هذا المُنطلق أدعوكم    وبكل صدق للوقوف في عملياتكم العسكرية عند مدينة بن جواد ومن تم الانتقال لمناصرة اخوتكم الثوار في مدينة مصراتة (وكل المناطق المحرره في الغرب إن أمكن) والحفاظ عليها بكل ما تملكون من قوة. وعند تحقيق هذا الهدف بإذن الله تعالي سوف تستطيعوا الزحف شرقا نحو سرت من هناك.                                                                          
ثالثا: الإعتراف الدولي بالمجلس  
أخواتي أخوتي لابد من الإستمرار في المطالبة بالاعتراف بالمجلس الوطني الإنتقالي وإعتبره الممثل الشرعي والوحيد لكل الشعب الليبي في هذه المرحلة التى تمر بها بلادنا والاصرار علي ان يكون هذا الاعتراف رسمي وعلني. بمعني إن الاعتراف الذي يجب ان نطالب دول العالم به هو ليس مجرد الاعتراف الشكلي والضمني الذي تقوم به أغلب دول التحالف الان وإنما الاعتراف الرسمي الذي تنص عليه الاعراف والقوانين الدولية. بإختصار شديد إن عدم الاعتراف بالمجلس سوف يجعل كل شيء آخر صعب التحقيق وسيُبقي المجلس مجرد ممثل للمعارضة وليس الممثل الشرعي والوحيد للشعب الليبي. وبمعني آخر لابد من مطالبة المجتمع الدولي وخصوصا دول التحالف بسحب الاعتراف الرسمي بحكم القذافي والعمل علي طرد ممثلية من كل المنظمات والمحافل الدولية والإقليمية والسعي ايضا من أجل تصنيفه وعصابته كإرهابيين دوليين. ولابد من رفض سياسة "مسك العصا من النصف" التى تتبناها أغلبية الدول اليوم وخصوصا دول التحالف وبعض الدول العربية ومطالبة هذا الدول بأخد موقف تاريخي وأخلاقي وذلك بمناصرة شعبنا المظلوم.

رابعا: تجميد الاصول والاموال الليبية في الخارج
أخواتي أخوتي بالإضافة للإعتراف الدولي للمجلس الإنتقالي لابد أيضا من مطالبة كل الدول بتجميد كل الأصول والارصدة الليبية في الخارج وتحويلها إلى المجلس الوطني الانتقالي. فبحسب ما ورد في التقارير الرسمية والاعلامية إن الشعب الليبي يملك مئات المليارات من الدولارات (أي أكثر من 250 مليار) في أكثر من 35 دولة. وعليه فإن القيام بهذه العملية سوف يُمكن شعبنا الليبي من شراء كل ما يحتاجه من غذاء ودواء وكل ما يحتاجه من السلاح الذي سيُمكنه من الدفاع عن نفسه ويستطيع بذلك تغيير قواعد اللعبة السياسية علي الارض وبتمكن – في النهاية بإذن الله - من هزيمة القذافي ومرتزقته.              

خامسا: تسليح الثوار 
 أخواتي أخوتي لابد من المطالبة والاصرار علي حق شعبنا في تسليح ثوارنا والتأكيد لدول التحالف بإن الطريق المُثلي والمضمونه لتحقيق أهداف شعبنا الليبي تكمن ببساطة في تسليح ثوارنا. وهنا قد يقول البعض بأن تسليح الثوار ليس جزء من قرار 1973 وهذا صحيح ولكننا نقول بأن هذا القرار لايمنع ذلك أيضا. وأن عملية التشكيك المقصودة في هوية الثوار    – والتى يستخدمها البعض كدريعة لعدم التسليح - هي في الحقيقة كلمة حق أُريد بها باطل. وذلك لان الثوار لا يمثلون جماعة واحدة وأنما هي إنتفاضة شعبية عفوية مُكونة من أفراد ومجموعات كثيرة ومتنوعة. وإن ما يُطالب به الثوار من حق مشروع للدفاع عن النفس ماهو الا تأكيد للمادة 51 من ميثاق الامم المتحدة التي تنص صراحة بحق الشعوب في الدفاع علي نفسها عندما تقول: "ليس في هذا الميثاق ما يضعف أو ينتقص الحق الطبيعي للدول , فرادى أو جماعات , في الدفاع عن أنفسهم اذا أعتدت قوة مسلحة علي أحد أعضاء." وعليه فإن حق الشعب الليبي في تحقيق طموحاته وأحلامه لن يتحقق الا بتسليح الثوار وتوفيرالغطاء الجوي لهم. وهنا لابد ان نُدرك بان قوة القدافي الجوية قد تم إقافها ولكن لم يتم إنهائها بعد وهذا يعني ببساطة انه لابد من إيجاد سلاح لردع الدبابات والآليات الثقيلة. ولإبد من تذكير العالم بأن القدافي وعصابته لا يزالوا يملكون ويحتفظون علي الجاهزية القتالية والقدرة علي الاستمرار في حربهم الوحشية علي شعبنا الليبي الاعزل.                                                                                                                                                                                                            
سادسا: الغطاء الإعلامي الدولي   
بمعني لابد من مطالبة المجتمع الدولي بإجبار القذافي ومرتزقته للسماح لكل وسائل الإعلام الدولية بالدخول والتنقل في كل المدن الليبية وتمكينها من نقل الصورة الحقيقية وتوثيق كل ما يدور في داخل الوطن من مآسي. وأذا لم يستجب لذلك فلابد من قيام دول التحالف بالتشويش علي إدعاته وفضائياته وكل وسائل أتصالته. فالجميع يستغرب اليوم لماذا العرب لازالوا يساعدونه في هذا الشأن وخصوصا إستخدام "النايل سات" التي لا تزال تبت محطاته التلفزيونية.                                          
سابعا: إيقاف المرتزقة 
 الضغط علي كل الدول (وخصوصا الجزائر وتشاد والنيجر) ومطالبتها بقفل حدودها مع ليبيا وبضرورة وقف إرسال مواطنيها للعمل كمُرتزقة ومساعدة القدافي علي قتل شعبه. فلا يمكن للمجتمع الدولي وخصوصا الدول المحبة للحرية والسلام ان تقف علي الحياد عندما يتعلق الأمر بهذه القضية الإنسانية، إن ما يدور في ليبيا اليوم هو قيام حاكم مستبد بتأجير مرتزقة لقهر وتجويع وقتل شعبة لا لشىء الا للمحافظة علي حكمة. وإن السماح بهذه الجريمة  ضد شعب أعز هو في الواقع سابقة تاريخية يجب أن توقف من أجل الحفاظ علي كل القيم الإنسانية والأخلاقية التى قامت عليها كل مؤسسات  المجتمع الدولي.

ثامنا: تنحي القدافي وعصابته
أخواتي أخوتي لابد من الاستمرار في المطالبة بضرورة تنحي القدافي وعصابته والتأكيد بإن مستقبل ليبيا لا يمكن تحقيقة بوجوده في السلطة. والتأكيد للمجتمع الدولي بان القدافي –  وبإعتراف الجميع - قد فقد كل مشروعيته وبكل المعاييرالدولية والاقليمية والمحلية. وان حماية شعبنا الليبي من هذا المُستبد لن تتحقق بالكامل الا بزواله. ولابد من التأكيد لكل الدول المحايدة وخصوصا الدول الكبري مثل الصين والهند وروسيا واليابان والمانيا والبرازيل وجنوب أفريقيا) بإن القدافي إنسان لن يتنحى وهو علي إستعداد بأن يقضى علي كل شىء في ليبيا قبل ان يتنحى. وهو إنسان ينظر لليبيا كمزرعة يملكها هو وعائلته وكل من فيها مجرد عبيد يخدمون سيدهم. وهنا لابد من الانتباه الي إن إعتماد دول التحالف "سياسة الضغط السياسي" لإجبار القدافي عن التنحى ماهي الا مؤشر خطير لابد من التركيز عليه والاهتمام به ورفضه وذلك لان القدافي يُراهن علي إن "عامل الوقت" في النهاية سيكون لصالحه. ولابد من التاكيد لهذه الدول بأن الوقت بالنسبة لشعبنا الليبي هو القضية الجوهرية والاساسية في صراعنا مع هذا الحكم الظالم . وبمعني آخر –  في أعتقادي المتواضع -- إن عامل الوقت ليس في صالحنا وذلك لإسباب عديدة لعل من أهمها:
(أ) تخوف بعض دول التحالف من الوصول الي ما يُعرف بالطريق المسدود. وهذا لا سامح الله سيدفعها للقبول بسياسة الامر الواقع ومن تم قبول ماهو موجود علي الارض. وهذا سيُعطي الحجة لدول كثيرة وخصوصا المحايدة كالصين وروسيا وألمانيا للتعامل مع القدافي بغض النظر علي ما فعل.
(ب) عدم إمكانية الاستمرار في التغطية الجوية لمدة طويلة وذلك لإرتفاع تكاليفها ومن تم العمل علي تسيسها من قبل المعارضين لهذه العملية وخصوصا في الولايات المتحدة الامريكية التى تواجه مشاكل مالية كثيرة هذه الايام. وإن الكثير     من السياسيين في أمريكا لا يؤمنون بأن ليبيا ثمتل مصلحة أستراتيجية لهم. والحقيقة إن إنسحاب أمريكا من هذه العملية    هو خسارة كبيرة للقضيتنا وذلك لانه لا وجود حقيقي ولا فاعلية للنيتو بدون أمريكا.
(ج) أقتناع بعض دول التحالف بأن هذه العملية لا يمكن حلها قريبا ويمكن أعتبارها رحلة تيه -- كما يشير بذلك إسمها "أوديسيا"-- طويلة ومكلفة وستواجه العديد من التغييرات والتحديات والغير مضمونة النتائج.
(د) إقتناع دول التحالف بمحدودية هدف هذه العملية العسكرية كما أعتراف بذلك القائد العام للقوات المسلحة الامريكية الادمرال مايك مولن – في مقابلة أجرتها معه ال أن بي سى يوم 20 مارس 2011 – عندما قال بـــ "ان هذف هذه العملية ليس تنحيت القدافي." وهذا ببساطة يعني بأن دول التحالف قد ترضي بشىء آخرغير التنحي أوبتنحي القدافي وبقاء أولاده وعصابته.              
تاسعا: حمالات للتعبئة والمناشدة والتصالح       
أخواتي أخوتي ان الهوة التى صنعها هذا الشرير بين المناطق والقبائل والمدن في وطننا الحبيب لن يكون – في أعتقادي – من السهل عبورها أوحلها بالسلاح رغم أهمية هذا العنصر في المعارك الجهادية. وان الفتنة التى زرعها هذا الخبيث في وطننا لايمكن القضاء عليها بالانتصار العسكري وحده وإنما بإجاد مخرج أخلاقي إجتماعي سياسي يقبل به كل إخوتنا وأخواتنا الليبيين في كل أنحاء الوطن وحتى الذين ظلمونا منهم بإستثناء راس الفتنة وعصابته. وعليه يا سيداتى وسادتى لابد ان يكون لنا أستراتيجية متكاملة وشاملة – في هذا الصدد -  وان يكون هذفها  الاساسي هو "التآخي والتصالح والوحدة." وهذه تتطلب أشياء كثيرة لعلي من أهمها: 
(أ) تكوين فريق أجتماعي من أعيان الوطن مهمته الرئيسية الاتصال بكل الخيّرين في كل المدن والمناطق والقبائل والتشاور معهم علي كيفية الخروج من هذا المآزق والعمل معا لتحقيق ذلك. 
(ب) توظيف الاعلام التوظيف الأمثل والاحسن وذلك لإستخدامه لمناشدة كل الخيّرين في كل المناطق ودعوتهم لمناصرة إخوتهم المظلوميين. وهذ أيضا يتطلب من كل الاخوة والاخوات الذين تتاح لهم فرص الخروج – شبه اليومي -- علي الفضائيات (وخصوصا الجزيرة والعربية) أن يقوموا بالتنسيق فيما بينهم وان يتفقوا علي رسائل هادفة ومناشدات محددة حتى يستطيعوا التواصل مع أخوتنا وأخواتنا في الداخل وأيضا يمكنهم من تفنيد مُغالطات زبانية القدافي. وبإختصار شديد بالرغًم من كل الآلام والدمار والحرمان الذي سببه لنا هذا الشرير يجب الا نسمح له أن يفرقنا ويزرع الفتنة بيننا.
عاشرا: إستفتاء دولي 
 ولابد أيها الاخوات والاخوة أن نتدارس إمكانية مطالبة المجتمع الدولي علي إجبار القذافي ومُرتزقته بالسماح لآبناء شعبنا الليبي في كل أنحاء الوطن بالتعبيرعلي مطالبهم وحقوقهم المشروعه في تقرير مصيرهم. وهذا يعني مطالبة المجتمع الدولي بأن يقوم بإجراء إستفتاء بشأن ما إذا كان الشعب الليبي يريد حكم القذافي أم لا؟ بشرط أن يتم إجراء هذا الاستفتاء في مناخ حر وأمام مرآي ومسمع من العالم ، وإن لا يكون للقدافي أومرتزقته دور في هذا الشان. وبشرط ان تنسحب كل كتائب القدافي  وأسلحتها من كل المدن. وبشرط إطلاق سراح كل المعتقلين وإرجاع المخطوفين مند بداية هذه الاحدات الي أهلهم. وبشرط ان يُسمح لكل المواطنيين بالتعبيرعن انفسهم بكل الوسائل السلمية والمشروعة. وبشرط إن يتم إدارة هذا الإستفتاء والإشراف عليه من قبل مشرفين دوليين من الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية والاقليمية. أدعوكم وبكل صدق أن تدرسوا هذا الامر جيدا لكي نستطيع ان نتحدّي هذا الحكم الظالم بأهم ورقة سياسية يُزايد بها وفي نفس الوقت نستطيع إحراج الدول التى لا تزال تقف موقف الحياد     تجاه قضيتنا.  
ولا يفوتنى في هذه المناسبة الا أن أُذكركم أيضا (وانا أعتقد انكم تعلمونها) بالقرارات الخطير والمهمة التي إتخدها مؤتمر لندن الذي إنعقد يوم 29 مارس وشاركت فيه أكثر من 40 دولة ومنظمة والتى من أهمها: (أ) إستبعاد فكرة تسليح الثوار تحت درائع كثيرة, (ب) عدم مناقشة إمكانية الاعتراف بالمجلس الوطني. (ج) إختتام المؤتمر بتشكيل لجنة عُرفت بــ "مجموعة أتصال دولي" بعضوية 15 دولة. والحقيقة ان هذه القرارات توحي بان أصحاب الراي في هذا المؤتمر يفضلون إستخدام ما يعرف في السياسة اليوم بـــ "القوة الناعمة" في التعامل مع القدافي وعصابته. وهذا يعني محاولة إقناع القدافي بالرحيل والتنحي عن السلطة – أوكما قال بعضهم - خروج القدافي من ليبيا وفتح عملية التفاوض  مع "القبائل." ومن الغريب في هذا المؤتمر أيضا أنه لم يسمح بثمتيل المجلس الوطني الثمتيل الرسمي ولاحتى بالمشاركة المباشرة في نشاطاته. وعندما سُئل رئيس وزراء بريطانيا السيد كاميرون بعد المؤتمرعن سبب عدم الإعتراف قال أمر عجيب هو: "إن بريطانيا تعترف بدول وليس بحكومات!"                                                                                                                                                                                                                                                                                                       
الأخوات والأخوة 
من كل ما تقدم يمكن لنا جميعا ان نستنتج بإن نقل قيادة عمليات الغطاء الجوي الي النيتو وإنسحاب الولايات المتحدة من المشاركة المباشرة في هذه العمليات , وعدم تسليح الثوار , وعدم الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي حتى الان , ورفض تحويل الاموال الليبية للمجلس يضع علامات إستفهام كثيرة علي الاهذف الحقيقية من وراء هذه الاستراتيجية والتي قد يُفهم منها: (أ) إن فكرة "الدولتين" أوالتقسيم المؤقت لليبيا الي شرق وغرب هي أحد الخيارات التى وضعتها قوي التحالف كأحد المخارج لهذ الازمة. ) إن التحالف بقيادة الغرب والولايات المتحدة الامريكية لا يرغبون في تحقيق الانتصار الحاسم والسريع للثوار تحت شعار انهم لا يعرفون من هم. وتحت هذا الستار – للأسف -- قامت المخابرات الامريكية السى أى أي بأرسال مجموعات من عناصرها لداخل ليبيا في مهام غير معروفة وأهذاف غير محددة. والغريب في هذا الوضع أيضا هو موقف أغلب دول التحالف التى تنادي من جهة بتنحي القدافي وتركه للسلطة ولكن من جهة آخري لاتريد تسليح الثوار وتمكينهم من حسم المعركة بسرعة وتحقيق هذا الهدف.
ختاما لابد من مواصلة التأكيد لكل من يريد ان يسمعنا بان ما يطالب به ثوارنا في ليبيا اليوم هو إستعادة حريتهم وكرامتهم وإنشاء دولتهم الدستورية. وإن الأهداف الرئيسية لهذه الانتفاضة الشعبية المباركة هي ببساطة الحرية والاختيار والعدل. ومن هذه القناعة إنطلق شعبنا الليبي يوم 17 فبراير ليقول للقدافي وأعوانه أرحلوا فإن "حكمكم قد إنتهى ... وحان وقت مغادرتكم الوطن." وعلي الجميع أن يعلم بأن أصرار القدافي علي البقاء في الحكم ورفضه لمطالب الشعب لن يترك خيار أمام ثوارنا الا مواصلة الدفاع عن النفس والقضاء علي هذا الحكم الظالم بكل الوسائل المشروعة والممكنة ومهما كلف الثمن. وختاما يا أحباب تدكروا بان ما تقومون به هو أمانة في أعناقكم ولا أملك في هذه المناسبة الا بتدكيركم بقول الله تعالي:    

"إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ
إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا" (الاحزاب 72).
بارك الله فيكم وفي جهودكم وفقنا الله وياكم لخدمة الوطن وتحقيق النصر لشعبنا المظلوم ...

والله المستعان.

أخوكم
محمد عبدالرحمن بالروين
جامعة تكساس أي أند أم أنترناشنا
تكساس , الولايات المتحدة
08 أبريل 2011

No comments:

Post a Comment

أخر مقالات نشرتها