من النظم الانتخابية (4 من 4
فى الجزء الاول من هذا المقال حاولت تسليط بعض الضوء على معنى الانتخابات
ومكوناتها وبالتحديد الاجابة على الاسئلة: ماذا نعنى بالانتخابات؟ ما هى أهم وظائف الانتخابات؟
من الذين لهم حق المشاركة فى الانتخابات؟ وما هى أهم شروط نجاح الانتخابات
وفى الجزء الثانى حاولت الاجابة على السؤال: ما هى أهم نظم الانتخابات؟
وفى الجزء الثالت فقد حاولت الاجابة على السؤال الاتى:
ما هى أهم الشروط الضرورية لنجاح نظام التمتيل النسبى؟ أما فى هذا
الجزء الرابع (والآخير) من هذا المقال فسوف يرتكز حديتى على:
ومكوناتها وبالتحديد الاجابة على الاسئلة: ماذا نعنى بالانتخابات؟ ما هى أهم وظائف الانتخابات؟
من الذين لهم حق المشاركة فى الانتخابات؟ وما هى أهم شروط نجاح الانتخابات
وفى الجزء الثانى حاولت الاجابة على السؤال: ما هى أهم نظم الانتخابات؟
وفى الجزء الثالت فقد حاولت الاجابة على السؤال الاتى:
ما هى أهم الشروط الضرورية لنجاح نظام التمتيل النسبى؟ أما فى هذا
الجزء الرابع (والآخير) من هذا المقال فسوف يرتكز حديتى على:
النظام الانتخابى المختلط ... واى الانظمة يمكن ان نختار؟
3. النظام الانتخابى المختلط
قامت عدة دول بالمزج بين النظم الإنتخابية السابقة للتخلص من السلبيات في محاولة للوصول إلى نظام انتخابي مفتوح وعادل يمثل جميع القوى السياسية الموجودة في المجتمع تمثيلاً صادقاً ويؤدي إلى وجود حكومة قوية ومستقرة. والحقيقة انه يمكن أن تتعدد النظم الانتخابية المختلطة إلى عدة انواع تتوقف على درجة الخلط بين النظامين: التمثيل النسبي والتمثيل بالأغلبية. ولعل من أنجح النظم المختلطة اليوم هو النظام الانتخابى الالمانى (راجع: بومر, 2001, ص 146- 148: كيزلمن 1996, ص216 - 217) اذ يمكن اعتباره من أفضل النظم الانتخابية المختلطة. وبمكن تلخيص هذا النظام كما يلي:
قامت عدة دول بالمزج بين النظم الإنتخابية السابقة للتخلص من السلبيات في محاولة للوصول إلى نظام انتخابي مفتوح وعادل يمثل جميع القوى السياسية الموجودة في المجتمع تمثيلاً صادقاً ويؤدي إلى وجود حكومة قوية ومستقرة. والحقيقة انه يمكن أن تتعدد النظم الانتخابية المختلطة إلى عدة انواع تتوقف على درجة الخلط بين النظامين: التمثيل النسبي والتمثيل بالأغلبية. ولعل من أنجح النظم المختلطة اليوم هو النظام الانتخابى الالمانى (راجع: بومر, 2001, ص 146- 148: كيزلمن 1996, ص216 - 217) اذ يمكن اعتباره من أفضل النظم الانتخابية المختلطة. وبمكن تلخيص هذا النظام كما يلي:
(أ) نصف اعضاء البرلمان يجري اختيارهم بالانتخاب الفردي باسلوب الاكثرية وفى دور واحد, والنصف الثاني من الاعضاء يجري اختيارهم بالتمثيل النسبي.
(ب) تقسم الدوله إلى نوعين من الدوائر: (أ) دوائر صغيرة يتم فيها الاقتراع بالانتخاب الفردي بالاكثرية. و(ب) دوائـر كبيـرة (الولايات) يتم فيها الانتخاب بالتمثيل النسبي.
(ج) إن الناخبين يصوتون في آن واحد مرتين في نفس المكان وفي نفس اللحظة. فالناخب يقوم بالتصويت بوضع بطاقة في صندوق الاول (أ) لانتخاب نائبه الذي يُختار لتمثيل دائرتة الانتخابية، ثم يقوم يوضع بطاقة أخرى فى الصندوق الثانى (ب) لاختيار قائمة من قوائم المرشحين لتمثيل الدائرة الكبيرة.
(د) الأخذ بقاعدة أكبر المتوسطات.
(هـ) لا يحق في هذا النظام للأحزاب الاشتراك في توزيع المقاعد على أساس التمثيل النسبي إلا إذا توافر لديها أحد شرطين: (أ) اما ان تحصل القائمة على نسبة معينة من الأصوات (ما يعرف بنسبة الحسم). وهى تقدر (ب 5%ً) على مستوى الدوله. او(ب) أن تحصل القائمة على عدد معين من المقاعد (يعنى الفوز على الاقل بثلات مقاعد فى ثلات دوائر انتخابية صغيرة) في الانتخابات على مستوى الدوله.
ولعل من أهم مزايا نظام الانتخاب الالماني المختلط هو ان هذا النظام يحتفظ من ناحية بمزايا التمثيل النسبي وهي الانفتاح والعدالة، ويؤدي أيضا إلى اختفاء العيب الأساسي في التمثيل النسبي وهو تشتيت الأصوات وتعدد الأحزاب تعدداً مفرطً. ومن جهة اخرى يتيح للاغلبية حق الحكم مع اعطاء الفرصة للاقليات بالمشاركة فى اتخاد القرارات.
الخاتمة ... اى الانظمة يمكن ان نختار؟
بعد هذا السرد المختصر جدا لاهم النظم الانتخابية المطبقة في العالم اليوم يمكننا الاستنتاج بانه لا وجود لاى نظام انتخابي مثالي يمكن تطبيقه فى كل الازمان وتتبناه كل الشعوب المحبة للعدل والساعية لتحقيق الاستقرار. والحقيقة ان كل نظام انتخابى له مزاياه وعيوبه. ومع سعي كل نظام انتخابي إلى ترسيخ مجموعة من القيم والأهداف, فان الحكم على صلاحية أي نظام انتخابي وجدواه يعتمد بالدرجة الاولى على قدرة هذا النظام في الاستجابة للأوضاع التي تمر بها الدوله المعنية. فالنظام الانتخابي الصالح لدولة معينة قد لا يكون صالحا لدولة أخرى. وعليه فكل دولة يجب ان تتبنى نظاما انتخابيا أكثر استجابة ومرونة لأوضاعها السياسية والاجتماعية والاقتصادية ولأولويات شعبها.
بعد هذا السرد المختصر جدا لاهم النظم الانتخابية المطبقة في العالم اليوم يمكننا الاستنتاج بانه لا وجود لاى نظام انتخابي مثالي يمكن تطبيقه فى كل الازمان وتتبناه كل الشعوب المحبة للعدل والساعية لتحقيق الاستقرار. والحقيقة ان كل نظام انتخابى له مزاياه وعيوبه. ومع سعي كل نظام انتخابي إلى ترسيخ مجموعة من القيم والأهداف, فان الحكم على صلاحية أي نظام انتخابي وجدواه يعتمد بالدرجة الاولى على قدرة هذا النظام في الاستجابة للأوضاع التي تمر بها الدوله المعنية. فالنظام الانتخابي الصالح لدولة معينة قد لا يكون صالحا لدولة أخرى. وعليه فكل دولة يجب ان تتبنى نظاما انتخابيا أكثر استجابة ومرونة لأوضاعها السياسية والاجتماعية والاقتصادية ولأولويات شعبها.
بناءا على كل ما ذكرت أعلاه فانا أعتقد بان النظام الانتخابى الذى يناسب ظروفنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية وأولويات شعبنا الليبى هو النظام الانتخابى المختللط كالنظام الذى تطبقه المانيا اليوم. وعليه فلعله من المناسب ان اختم هذا المقال باقتراح مجموعة من المبادى التى يجب ان يتظمنها النظام الانتخابى المنشود:
(1) اسلوب الاكثرية ... والتمثيل النسبى:
يجب ان يتم أختيار نصف أعضاء الهيئة التشريعية من دوائر فردية وباسلوب الاكثرية (بمعنى الذى يتحصل على اغلب الاصواب فى الذائرة الانتخابية ينتصر). ما النصف الثاني من أعضاء الهيئة التشريعية فيجب ان يتم اختيارهم عن طريق القوائم وبالتمثيل النسبي.
(2) الدوائر الانتخابية:
لكى يتحقق المبدأ الاول يجب ان تقسم الدولة إلى نوعين من الدوائر: (أ) دوائر انتخابية صغيرة يتم فيها الاقتراع بالانتخاب الفردي وباسلوب الاكثرية. و(ب) دوائـر كبيـرة (كالمحافظات او الولايات) يتم فيها الانتخاب عن طريق القوائم الحزبية (أوالتكتلات السياسية) وبالتمثيل النسبى.
(3) كيفية التصويت:
يقوم الناخبين بالتصوت مرتين في نفس المكان وفي نفس اللحظة. فكل ناخب يقوم بالتصويت بوضع بطاقة في الصندوق الاول (أ) لانتخاب نائبه الذي سيتم اختياره باسلوب الاكثرية لتمثيل دائرتة الانتخابية، ثم يقوم يوضع بطاقة أخرى فى الصندوق الثانى (ب) لاختيار قائمة من قوائم المرشحين لتمثيل الدائرة الكبيرة (كالمحافظة أو المنطقة).
(4) نسبة الحسم:
بمعنى لا يحق في هذا النظام للأحزاب الاشتراك في توزيع المقاعد على أساس التمثيل النسبي إلا إذا توافر لديها أحد شرطين: (أ) اما ان تحصل القائمة على نسبة معينة من الاصوات (ما يعرف بنسبة الحسم). وهى تقدر (ب 5%ً) على مستوى الدوله. او(ب) ان تفوز القائمة على الاقل باربع (4) مقاعد فى أربع دوائر أنتخابية صغيرة في الانتخابات على مستوى الدوله.
(5) توزيع المقاعد:
اما الكيفية الى يجب ان يتم بها توزيع المقاعد فى الهيئة التشريعية على القوائم فسيتم على مرحلتين (كما ذكرت أعلاه): (أ) في المرحلة الأولى توزع المقاعد بناءً على القاسم الانتخابي. والقاسم الانتخابي هو الرقم الذي نحصل عليه من قسمة عدد الأصوات الصحيحة المعطاة في الدائرة على عدد المقاعد المخصصة لكل محافظة. و(ب) أما فى كيف يتم التصرف بالاصوات الاضافية فانا أقترح طريقة اكبر المتبقى أو الباقى الاقوى. بمعنى ان العدد المتبقي من الأصوات الممنوحة للقوائم وما يتناسب معه من المقاعد المتبقية بحيث تمنح لأكبر متبقي. وهي أن القوائم التي تحصل على اكبر البواقي، يتم توزيع المقاعد المتبقية عليها تنازلياً من الأكبر إلى الاصغر حتى ينتهي من توزيع المقاعد المتبقية.
ختاما يا أحباب هذا مجرد راى ... أدعو الله ان اكون قد وفقت ... وساهمت فى العمل من أجل بناء دولتنا الدستورية الثانية ...
والله المستعان.
د. محمد بالروين
berween@hotmail.com
berween@hotmail.com
________________________________________________
: المراجع
Kesselman, Mark at el (1996) “Comparative Politics at The Crossroads.”
Toronto: D.C. Heath and Company
Palmer, Monte (2001) “Comparative Politics: Political Economy, Political Culture, and Political Interdependence” Illinois, Itasca:
F. E. Peacock Publishers, Inc.
No comments:
Post a Comment