Tuesday, November 15, 2011

من مفهوم الاحتواء السياسي

من مفهوم الاحتواء السياسي

لقد أصبحت سياسات وأدوات الاحتواء من أهم المكونات الاساسية للسياسة والتى لا يمكن لأي نظام حكم يريد الاستقرار والاستمرار ان يتجاهلها أو يبقى بدون استخدامها. وعليه وفى إعتقادي المتواضع لابد على كل القوى السياسية المعارضة لأي نظام حكم وتريد ان تنتصر عليه ان تستوعب هذا الجانب المهم من السياسة اذا أرادت ان تحقق أهدافها والا فسوف تكون فريسة سهلة فى يد أعدائها. ولعله من المناسب فى هذه العجالة ان نشير الى أهم مكونات وأدوات هذا الفن وذلك بالاجابة على الاسئلة التالية:

ماذا نعنى بالاحتوى السياسي؟
متى يتم استخدام الاحتواء السياسي؟
ما هى أهم أدوات الاحتواء السياسي؟

اولا: معنى الاحتوى السياسي؟
باختصار شديد هو كل الاساليب والوسائل التى يستخدمها نظام حكم ما من أجل التقليل أوالقضاء على الاخطار التى تهدد وجوده من القوى المعارضة له. وقد يشمل كل السياسات التى تقوم على أساس استعاب أوامتصاص ردود أفعال الخصم وإفشال مخططاته ومؤامراته وإنهاء الأزمات السياسية التى تهدد إستقراره. والاحتواء ما هو الا وسيلة من الوسائل الدفاعية التى لا يمكن لأي نظام سياسي فى هذا العصر ان يستغني عنها. وإن هدفه النهائي هو استيعاب وترويض أوتدجين الخصم وجعله يقبل بسياسات الأمر الواقع. وفى العادة يتم تنفيد سياسات الاحتواء إما من خلال استخدام آليات تسمح بالمشاركة المباشرة للقوى المعارضة فى السلطة أومجرد إشراك بعض من عناصرها فى النشاطات والمسؤوليات دون مشاركتها الفعليه فى اتخاد القرارات.

ثانيا: إستخدام الاحتواء السياسي؟
قد يسأل البعض: متى يمكن إستخدام سياسات الاحتواء السياسي؟ والحقيقة ان هناك حالات عديدة تدفع بالسلطات الحاكمة فى دولة ما الى استخدام هذه السياسات لعل من أهمها: (1) شعور السلطات الحاكمة بأن مشروعيتها فى خطر وأن هناك قوى معارضة لسياساتها ومبادراتها وقادرة على مواجهتها والقضاء عليها. (2) شعور السلطات الحاكمة بأن الأمور لا تسير فى الاتجاة المطلوب وأن مراكز القوى السياسية والاجتماعية والاقتصادية فى الدولة قد تشكل خطرا على استقرارها. بمعنى وجود بوادر توتر خطيرة بين السلطات الحاكمة والقوى السياسية والاقتصادية والاجتماعية فى المجتمع. و(3) خضوع السلطات الحاكمة لضغوط خارجية تضطر للاستجابة لها ولإظهارنفسها بمظهر النظام الديمقراطى المنفتح على الغير والمحترم لحقوق الإنسان.

ثالثا: أدوات الاحتواء السياسي؟
فى الحقيقة يمكن القول أن للاحتواء السياسي أشكال عديدة وأدوات مختلفة نذكر منها:

(1) الاستقطاب:
وهذا يعنى استيعاب أو استدراج عناصر من القوى المعارضة للعمل مع السلطات الحاكمة. وذلك عن طريق إقناعها بضرورة وجدوى المشاركة فى العملية السياسية عن طريق إعطاءهم مناصب فى السلطة أوتشجيعهم على القيام بدور قيادى فى العملية الادارية والحراك السياسى الذى ترعاه الدولة نفسها. أو كأن يطلب من بعض العناصر المعارضة بالقيام بدور الوسيط بين السلطة الحاكمة وبعض عناصر المعارضة الآخرى. وفى العادة تتم هذا العملية عن طريق الاتصال ببعض العناصر المعارضة وفتح قنوات حوار ونقاش معهم حول مستقبل البلاد والايحاء لهم بوجود ملامح انفراج وإنفتاح مرتقب وتشجيعهم على ضرورة العمل المشترك. وإقناعهم بأن حل المشاكل والتحديات التى تواجه المجتمع تتطلب مشاركة الجميع. ويوجد هذا النوع فى العادة عندما تقوم السلطة الحاكمة (أوالقوات الغازية) بالاتصال ودعوة عناصرمن معارضيها للمشاركة فى مواجهة التحديات المستقبلية والاستعداد لتعيين عناصر منهم فى الحكومة والسماح لهم بممارسة نشاطات سياسية محدودة بشرط احترام السلطة القائمة والاتفاق على تجاوز أخطاء الماضى والسماح لهم بانتقاد كل شىء فى الدولة الا الحاكم نفسه. ولقد تم استخدام هذا الاسلوب فى اماكن متعددة وباساليب مختلفة. ولعل خير مثال على نجاح هذا الاسلوب هو ما قام به الجيش الامريكى فى العراق مند عام 2005 عندما شعر بانه لا يمكن له السيطرة على الاوضاع فى البلاد ولا يستطيع الخروج من هذا المأزق الذى وجد نفسه فيه. فقام بالاتصال بالعشائر السنية وحاول اقناعها بضرورة العمل معه من أجل إيقاف ما أطلقوا عليه المدّ الشيعى فى المنطقة. وعرض عليهم تقديم كل المساعدات بشرط واحد هو عدم مهاجمة قواته وعدم مناصرة عناصر تنظيم القاعدة وان يقوموا بتشكيل جماعات مسلحة للدفاع على انفسهم. اطلق عليها الامريكيون اسم "برنامج أبناء العراق." وبالفعل قامت القوات الامريكية بمساعدتهم على تشكيل هذه الجماعات وامدادها بالاموال والسلاح والدخيرة. وكنتيجة لهذه السياسة يوجد اليوم اكثر من 100,000عضو من هذه الجماعات تَدفع لهم امريكا رواتب شهرية. ويقوموا بطريقة غير مباشرة بالدفاع على مصالح الامريكان وحماية الجندى الامريكى (أنظر: آنا مولرين, 2009). وبهذه العملية استطاعت القيادة العسكرية الامريكية فى العراق ان تقضى على القاعدة وان تحدث بعض التوازن بين القوى السياسية فى العراق. ونتيجة لنجاح هذا البرنامج فى استقطاب أغلب العناصر التى كانت معادية للاحتلال ومؤيدة لكل من يقف ضده بدأت أمريكا التفكير فى عملية الانسحاب والخروج من هذا المازق الذى وقعت فيه مند عام 2003. وهذه العملية التى يعتبرها الامريكيون ناجحة ما كان لها ان تحقق أهدافها لو لم يقم الجيش الامريكى فى التفكير فى وضع استراتيجية احتواء الجماعات السنية واقناعها للوقوف معه فى ما اطلقوا علية العدو المشترك.

(2) التبنّى:
وهذه الوسيلة ببساطة تعنى رفع نفس الشعارات التى ينادى بها الخصم والعمل على تبنّيها وتفريغها من محتواها. ولعل خير مثال على ذلك هو ما يقوم به نظام الحكم فى ليبيا هذه الأيام بقيادة ابن القدافى نفسه. وذلك بتبنّى اغلب الشعارات والقضايا التى تنادى وتطالب بها المعارضة وعلى وجه التحديد مصطلح الدستور وانشاء مؤسسات المجتمع المدنى وإستقلالية القضاء ومحاربة الفساد والتحقيق فى بعض الجرائم التى إرتكبها الحكم خلال الاربعين سنه الماضية كجريمة "مذبحة سجن بوسليم عام 1996" وجريمة "حرب تشاد." وقد إستطاع المهندسين لهذه الاستراتيجية ان يحققوا لها نجاح مرحلى تكتيكى وذلك بخلط الاوراق وإخراج الفاعل والمسبب الاساسي لهذه الازمة على انه الضحية وعلى انه برىء من كل ما حدت من أخطاء وإنتهاكات فى الماضي. وقد استطاعوا ايضا إخراج وتقديم ابن القدافى سيف وكأنه البطل والفارس المرتقب والوحيد للخلاص من هذه الازمة التى كان ولايزال سببها الاساسى هو أبوه. والغرض الاساسي من إستخدام هذه الاداة هو خداع المواطنين والتلاعب بمشاعرهم ودفعهم للتصرف بالكيفية التى يرغبها الحُكم وإقناع الناس بأن القيام بكل ذلك هو من أجل تحقيق مصالحهم جميعا ومصالح المجتمع العليا. والوصول الى ليبيا الغد أوما أطلقوا عليه "الجماهيرية الثانية" والتى سوف تكون بقيادة "تيار الغد" وليس "اللجان الثورية."

(3) الاختراق:
وذلك بان يقوم النظام بتجنيد وتدريب أفراد متخصصين على ان يكون دورهم الاساسى هو لعب دور المعارض الساخط والناقم على الاوضاع السياسية فى البلاد والمُطالب بتغيير النظام والانقلاب عليه بكل الوسائل المتاحة. والهذف الاساسي من هذا العمل فى العادة هو محاولة معرفة كيف تفكر المعارضة وما هى مراكز قوتها والعمل على تشويهها ونشر الشكوك والفرقه فيما بينها وفى النهاية تسييرها فى الاتجاة الذى ترغبة السلطات الحاكمة. ومن المؤسف حقا أن كل الحكام العرب يملكون اليوم جيوش وكوادر متخصصة فى هذا الشأن من أجل إختراق الخصم وإفشال مخططاته. والخصم بالنسبه للحكام العرب ليس هو إسرائيل التى إغتصبت المقدسات ودنست الحُرمات, ولاهو الدول الغربية التى تسعى لنهب ثروات شعوب المنطقة وإنما الخصم الحقيقى لهؤلاء الحكام هو كل القوى الوطنية المخلصة والشريفة التى تُطالب بالعدل والحرية والحياة الكريمة على ارضها والرافضة لسياسات وتصرفات وسلوكيات هؤلاء الحكام الظلمة.

(4) التطويق:
وهو فى الحقيقة نوع خاص من انواع الاحتواء يعنى الحدّ من انتشار أفكار أوسياسات الخصم. ولعل خير مثال على ذلك هو ما قامت به الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية فى الفترة ما بين 1950 و 1980 من منع وإيقاف اوتطويق (CONTAINMENT) المدّ الاشتراكى بقيادة الاتحاد السوفيتى وخصوصا فى آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. وخلال هذه الفترة لم يكن هدف الدول الغربية استعاب أوإدماج الدول الاشتراكية فى المنظومة الرأسمالية وإنما كان هدفها الرئيسي هو عدم انتشار الاشتراكية والعمل على حصرها فى الدول التى سيطرت عليها القوى اليسارية بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة.

(5) التفريقّ:
يمكن القول بأن هذا الاسلوب هو من أشهر الاساليب المستخدمة بين القوى السياسية المتصارعة فى كل الدول والتجمعات السياسية. وفى العادة تقوم السلطات الحاكمة باستخدام هذا الاسلوب عندما تجد نفسها فى وضع قد تخسر فيه سيطرتها وتفقد فيه حكمها. وهذا الاسلوب يقوم على اساس مبدائين أساسيين: المبدا الاول هو مبدأ "فرق تسد." وهذا المبدأ تتبناه فى العادة القوى المنتصرة من أجل إضعاف الخصم والاستمرارية فى حكم. أما المبدا الثانى فهو كما نقول بالليبى"نلعب ... وإلاّ ... إنخرب." وفى العادة تتبنى هذا المبدا كل القوى التى تريد ان تلعب دور أساسى فى العملية السياسية ولكنها لا تستطيع. بمعنى عندما تشعر السلطات الحاكمة على سبيل المثال بانها غير قادر على الانتصارعلى خصومها تلتجىء الى اسلوب التخريب والتشويش والارباك. ومن أهم الاساليب فى هذا الشان هو قيام السلطة الحاكمة فى ليبيا بتقسيم ابناء الشعب الى فئات متناقضة ومتصارعة. ولعل من انجح الامثلة فى هذا الصدد هو قيام السلطات الحاكمة فى ليبيا مند قيام الانقلاب فى عام 1969 الى يومنا هذا بتقسيم الشعب الليبيى الى جهات وطبقات وفئات وشرائح مختلفة والعمل المبرمج والمنظم لبث الفرقة فيما بينها. فعلى سبيل المثال لا الحصر قام القدافى فى بداية حكمه بتقسيم الشعب الليبى الى "قوى ثورية" شملت كل المناصرين لحكمه الجديد. وقوى رجعية شملت كل من عارض قُدوم العسكر وخصوصا الكوادر التى كانت تعمل فى مؤسسات العهد الملكى. وقد ثم وصف هذه القوى بأوصاف كثيرأهمها التخلف والجهل والفساد. وهاهو اليوم وبعد اربعين سنة يقوم القدافى باستخدام نفس الاسلوب بشعارات مختلفة ولكن لتحقيق نفس الهدف -- الاستمرار فى الحكم والسيطرة. اذ نجده يقسم الشعب الليبى اليوم الى أربع شرائح رئيسية هى: شريحة "المتطرفين" الذين يستحقون فى نظر القدافى السجن بل وحتى القتل. ويشترط القدافى على هذه الشريحة القيام "بمراجعات فكرية" إذا أرادوا الخروج من السجن. ويشترط عليها ايضا ان تتضمن هذه المراجعات ليس مجرد الاعتراف بالخطأ بل ضرورة طلب الغفران والاعتذار من القدافى على كل ما قاموا به فى الماضى. وهذا الخطاب موجه بالدرجة الاولى الى الجماعات الاسلامية التى سعت وطالبت فى ثمانينات وتسيعينيات القرن الماضي بضرورة القضاء على الظلم والفساد فى البلاد. أما الشريحة الثانية فهى شريحة "المثاليين" اوكما يصفهم ابن القدافى سيف بأولئك الذين لا يزالوا يعيشون أحلام النظرية العالمية الثالثة ومقولات الكتاب الأخضر ولكنهم بعيدون كل البعد عن الواقع الذى أعترف القذافى نفسه بفشله وفساده وضرورة تغييره. وتشمل هذه الشريحة عناصر اللجان الثورية أوما أطلقوا عليه "بالحرس القديم." والشريحة الثالثة هى شريحة "الاصلاحيين" وهى التى تعترف بالواقع السائد اليوم وبالفساد المنتشر فى كل مؤسسات الدولة الليبية وتحاول التعامل معه وتغييره. وتشمل هذه الشريحة كل الذين أمنوا بضرورة إصلاح هذا الوضع بشرط ان يكون هذا الاصلاح بقيادة ورعاية القدافى نفسه. أما الشريحة الرابعة فهى ما أطلق عليها جهاز الامن الخارجى الليبى أخيرا بـــ "المُغرر بهم." وتشمل كل المعارضين الشرفاء الذين إضطروا مغادرة الوطن والاستمرار فى العمل على تغيير المنكر بكل الوسائل المشروعة والممكنة. وتشمل ايضا كل المواطنيين الشرفاء الذين رفضوا الخروج من الوطن ويعملوا من أجل اصلاح ما يمكن إصلاحة بدون التحالف مع قوى الشر والفساد التى تسيطر على البلاد ودون الانجرار وراء محاولات الاحتواء التى تقوم بها عناصر حكم القدافى هذه الايام والتى لا تهدف الاّ إلى استمرارية هذا الحكم الظالم والعمل على تجاوز مشاكله.

(6) التهميش:
بمعنى قيام السلطات الحاكمة بالسماح للمعارضة أو بمجموعة محددة من عناصرها بممارسة بعض الحريات والتعبيرعن آرائهم بما لا يمس بمبادئ الحكم وسياساتة الرئيسية. ولعل خير مثال على نجاح هذه السياسة هو ما يقوم به بعض الحكام العرب وخصوصا فى مصر والاردن والمغرب والكويت من احتواء معارضيهم. فقد قامت هذه الانظمة باعطاء ما يمكن ان نسمية بــ "هامش ديمقراطى" للقوى المعارضة والتى قبلت بنظام الحكم كما هو وقبلت بعدم تجاوز الخطوط الحمراء التى وضعها الحاكم. وباستخدام هذه السياسة استطاعت هذه الانظمة ان تتخلص من المعارضة التى كانت تسعى للقضاء عليها وفى نفس الوقت اتاحت لكل القوى الغير راضية عن سياساتها ان تُعبر على أرائها. ولعل أهم نقطة يجب التركيز عليها فى هذا النوع من الاحتواء هو ما يمكن ان نطلق عليه بمبدا "المشاركة فى المسؤولية وليس فى إتخاد القرار." ومن أشهر الامثلة فى تاريخ العرب المعاصر فى هذا السياق هو الكيفية التى قام بها ملك المغرب محمد الخامس بمساعدة فرنسا لإحتواء القوى الوطنية التى قادت حركة التحرير وحققت الاستقلال فى 2 مارس 1956. لقد أصبح حزب الاستقلال اليوم الذى أسسه مجموعة من الوطنيين المغاربة بقيادة الزعيم علال الفاسي والذى قاد حركة الجهاد والتحرير وأجبر فرنسا على ترك البلاد مجرد حزب هامشي يقوم بدورالخادم والحارس الأمين للملك والمملكه.

الخاتمة
لعله من المناسب ان نُذّكر كل من يريد ان يتعاطى السياسة ان يدرس ويفقه هذا الفن. وان يعي كل أدواته وأساليبه. وان يعمل من أجل تسخيره للخير والعدل والسلام. وذلك لان سياسات الاحتواء قد أصبحت اليوم جزء لا يتجزء من العملية السياسية فى كل الدول. بمعنى ان كل من يتعاطى السياسة اليوم إما أن يكون قادرا على احتواء الغير أوسيجد نفسه عرضة للإحتواء من قِبل الآخرين. ومن المؤسف حقا وخصوصا فى الدول العربية اليوم أنه من أهم الاسباب لإستمرار وإستقرار الحكومات الدكتاتورية والشمولية فيها هو نجاحها فى ممارسة هذا الفن ومقدرتها على استخدامه لتحقيق مصالحها الأنانية مستخدمة فى ذلك كل الاساليب المتاحة ومنطلقة من الشعار الذى يقول"الغاية تبرر الوسيلة," أو كما نقول بالليبى "اللى تغلب به ... العب به." فهل آن الاوان لكل القوى الخيّرة اينما كانت فى داخل الوطن وخارجه ان تعى خطورة هذه الاداة السياسية المهمة. وان تفقه هذا الفن وتقوم بتسخيره للخير. واذا لم يكن بإمكانها ذلك فعلى الاقل إدراك مكائد الخصم وعدم المساهمة فى تمكينه من تحقيق أهدافه. وهل آن الاوان لبعض الشخصيات الوطنية, التى لا نشك فى صدقها وحرصها على الوطن، ان تكون أكثر حذرا فى تعاملها مع هذا الحكم ولا تكون مجرد أداة من ادوات إستمرار الظالم وتمكين الاستبداد وهم يعتقدوا انهم يحسنون صنعا. وهل آن الاوان لكل القوى الخيّرة لمواجهة سياسات الاحتواء التى تستخدمها السلطات الحاكمة فى بلادنا بسياسات إحتواء مضادة تقود الى إقناع كل المخلصين والمخلصات فى داخل الوطن وخارجة بالعمل مع بعض وإعداد برامج تعود بالخير على كل المواطنين. وهل آن الاوان للعمل على إختراق وتفريق وتهميش القوى الظالمة والمستبدة والفاسدة بكل الوسائل المشروعة والممكنه. وختاما لا أملك الا ان أسأل اذا كان هدف كل القوى الخيّرة فى داخل الوطن وخارجه هو القضاء على كل أنواع الظلم وتحقيق قيم العدل فى وطننا الحبيب ليبيا, فلماذا لا تعمل هذه القوى بالشعار القائل "الكل من مكانه ... والكل بما يستطيع" من أجل تحقيق هذا الهدف السامى؟ ... هذا هو السؤال يا أحباب!

والله المستعان.

د. محمد بالروين
berween@hotmail.com
________________________________________________

المراجع :
Anna Mulrine (2009) “What's Behind the Latest Sunni-Shiit clashes in Iraq.”
U.S. News. March 31, 2009.http://www.usnews.com/mobile/articles_mobile/whats-behind-the-latest-sunni-shiite-clashes-in-iraq/index.html
U.S. Department of Defense. Former Secretary Rumsfeld
Interview on Fox News Sunday. November 02, 2003.
http://www.defenselink.mil/transcripts/transcript.aspx?transcriptid=2870

No comments:

Post a Comment

أخر مقالات نشرتها