Wednesday, November 16, 2011

مفهوم المنهجية العلمية 3/4


بقلم: د. محمد بالروين
  
حاولت فى الجزء الاول من هذا المقال تسليط بعض الضوء على معني وأسس المنهجية وفى الجزء الثاني ناقشت أهم عناصر وأدوات المنهجية. وفي هذا الجزء سأناقش أهم أساليب المنهجية.
خامسا: أساليب المنهجية 
أذا كانت الحقيقة – كما يقولون - هى نتاج المشاهدة والتفكير والتجربة والادراك العلمي فلابد من منهج وإسلوب للوصول لذلك. ولعل من أهم المناهج والاساليب التى يمكن إتباعها فى هذا الصدد الاتي:
1ـ المنهج التجريبي:
هو المنهج الذي يعتمد علي المشاهدة والتجربة للوصول للحقائق وإكتساب المعرفة ويقوم على أساس إختبار صحة فروض توضع من أجل تفسير ظاهرة معينة أوإكتشاف شيء ما. ويُسخدم هذا المنهج فى العادة لدراسة ما اذا كان هناك علاقة اوإرتباط بين متغيرين أوأكثر. ولعل الميزة الاساسية لهذا النوع من البحت هو إمكانية إجرائه في بيئة علمية يمكن السيطرة عليها والتحكم في العوامل المؤثر فيها. وبالاضافة الي هذا كله إمكانية تكرارها بواسطة باحتين أخرين والوصول الى نفس النتائج. وهو منهج يقوم علي أساس تبني البراهين المستخلصه من الادلة العلمية التجريبية فقط.
2ـ المنهج الاجتماعي:
هو المنهج الذي يقوم علي أساس محاولة الباحت فهم وتحليل الظواهر الاجتماعية بإسلوب علمي ومنهجي للوصول الى إكتشاف أسبابها ومعرفة القوانين التى تحكمها. ومن أهم أهذاف هذا البحت هو تحقيق الفهم وألادراك العلمي لمتطلبات الحياة وخصوصا بُعدها الاجتماعي. ويعتبر "المسح" من اقدم اساليب البحت التي ثم إستخدامها فى علم الاجتماعية. ولعل من أهم أهداف المسح الاجتماعي هو الكشف عن وقائع وظواهر إجتماعية جديدة من أجل دراستها وفهمها. والباحت في العادة عند القيام بالمسح الاجتماعي لا يضع فروضا محددة يهدف الى إختبار صحتها ولا يسعي الى التوصل الى تعميمات ونظريات وقوانين علمية وإنما يحاول تجميع المعلومات وتنظيمها من أجل فهمها وشرحها.
3ـ المنهج التاريخي:
إن مهمة هذا المنهج الاساسية هو المساعدة على معرفة ماضي الافراد والجماعات والظواهر والاحدات. بمعني محاولة التتبع الزمني لظاهرة معينة لهدف دراسة الاحدات والوقائع الماضية ومحاولة إستخلاص الدروس والعبر منها. ويشترط فى هذا النوع من البحت عدة شروط لعل من اهمها: (أ) ان يكون للباحت حس تاريخي. بمعني مقدرة الباحت علي تصور الحادتة أوالقصة التاريخية في الوقت والمكان الذي حدتت فيه. وبمعني علي الباحت ان يكون قادر علي إستخلاص المعاني والعبر بتجرد ووفقا للظروف والزمان والمكان الذي وقعت فيه الحادتة. وبمعني آخر يجب الا يحكم علي الظواهر والاحدات خارج سياقها الذي وقعت فيه. (ب) ان يكون الباحت قادرا على التمييز بين المصادر المختلفة بحيت يدرك ما يمكن الاعتماد عليه وما هو مشكوك فى صحته. (ج) ان يستعين الباحت بالآخرين من ذوي الخبرة والتخصص عند إختيار الوثائق التى يرغب الاعتماد عليها. و(د) ان يعتمد الباحت على مصادر متعددة وليس مجرد مصدر واحد للتأكد من معلوماته ومصداقيتها.
4ـ المنهج الاحصائي:
يعتبر الاحصاء اليوم أداة مهمة وفاعلة فى كافة أنواع البحوت وهو يتميز بالدقة والاتجاه الكمي وتسهيل الكشف عن العلاقات الضرورية بين الظواهر والعوامل المصاحبة لها. ويمكن بسهولة من خلال إستخدام هذا المنهج التعميم بقدر كبير وبشيء من الثقة.
5ـ المنهج المقارن:
يمكن تعريف المنهج المقارن علي أنه مجموعة من العمليات التي يستخدمها باحت ما للتفريق أولمحاولة إيجاد العلاقة بين ظاهرتين أوظواهر متعددة. ويمكن تحقيق ذلك عن طريق أما وضع هذه الظواهر مقابل بعضها البعض لمعرفة الاختلافات أوالفروق بينها , أووضع هذه الظواهر مقابل بعضها البعض لمعرفة مدي توافقها أوتباينها مع بعضها البعض.
6ـ منهج بحت الحالة:
لعل من اهم مزايا منهج "بحت الحالة" هو التركيز علي دراسة وتحليل ظاهرة واحدة بدلا من التوسع فى دراسة ظواهر عديدة ومختلفة. بمعني يقوم الباحت على دراسة حالة واحدة دراسة عميقة وتفصيلية من اجل التعرف على مكوناتها وخصائصها. وإستخدام هذا المنهج يتطلب في العادة وضع بعض الفروض المحددة من أجل محاولة إتباتها وتفسيرها. وهذه الفروض في العادة تخضع للتعديل المستمر حسب وطبيعة ونوعية المعلومات التى ثم تجميعها.
والخلاصة عند الحديت علي أساليب المنهجية العلمية وبإختصار شديد أري إنه من المهم الاشارة والتأكيدعلي ضرورة تطبيق اكثر من أسلوب اومنهج عند القيام بأي بحت علمي. وذلك لانه لا يوجد منهج أوإسلوب واحد محددة إتفق كل الباحتين علي إستخدمه عند دراسة الظواهر والعلاقات وخصوصا السياسية والاجتماعية كما هو الحال فى العلوم الطبيعية التى تستخدم التجارب والارقام والرموز للتعبير وقياس الظواهر التى تدرسها.
فى الجزء الرابع (وألآخير) من هذا المقال باذن الله سوف أحاول تسليط بعض الضوء على أهم خطوات المنهجية العلمية ....
يتبع ... والله المستعان.
د. محمد بالروين / berween@hotmail.com
19 ديسمبر 2010

No comments:

Post a Comment

أخر مقالات نشرتها