Saturday, November 19, 2011

هل عقم وطني أن ينجب نساء ورجال قادرين...غير هؤلاء؟

هل عقم وطني أن ينجب نساء ورجال قادرين...غير هؤلاء؟
السيدات وسادة رئيس وأعضاء مجلسنا الوطني الانتقالي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يا سادتنا الأفاضل في مجلسنا المؤقر (وأقول مؤقر بكل صدق وإحترام). 
* هل حقا لم تستطيعوا إيجاد أي مواطن مؤهل وقادر علي قيادة المرحلة من تاريخ ثورتنا المباركة الا السادة  المنشقين الذين كانوا بالامس القريب من أنصار الاستبداد وركيزة من ركائز ظلم شعبنا والإستخفاف بكل قيمنا ومقدراتنا ...
* وهل حقا كان قيامكم بهذه الخطوة دافعها الاساسي خوفكم من حُدوث فوضي كما حدث في العراق عام 2003؟ 
* ألا تعلموا يا سادة بإن الذين يستدلون بهذه "بفزاعة العراق" هم في الحقيقة أحد ثلاث أصناف لارابع لهم: 
                                                 إما إنهم لم يدرسوا الحالة العراقية, 
                                                     أوإنهم درسوها ولم يفهموها, 
                                          وإنهم درسوها وفهموها ولكن لهم فيها مآربُ آخري!  
* ألا تعلموا يا سادة بإن ما حدث في العراق وما يحدث في ليبيا اليوم هما شيئان مختلفان كإختلاف الليل والنهار... وهل نسيتم ان الذي حدث في العراق كان غزو وهيمنة وعدوان خارجي بإسم محاربة الإرهاب ... أما ما يحدث في ليبيا فهي ثورة مباركة تقودونها انتم أنفسكم... واليس بالاحري علي من يريد ان يستدل بحالة الفوضي العراقية ان يقوم بدراستها وان يحاول إستعاب دوافع هذه الحرب وأسبابها ونتائجها الكارثية قبل ان يقوم بمقارنتها بثورة شعبنا المباركة...
* ألا تعلموا يا سادة بإن الفوضي التى حدتت عند سقوط بغداد كانت مُفتعلة وتمت صناعتها في خارج العراق وكان ورائها أيادي خفية لإحدات ما أطلق عليه , بعض السياسيين الغربيين بقيادة المحافظون الجدد, بنظرية "الفوضي الخلاقة."... بينما الذي حدت عند تحرير طرابلس (بالرغم من غياب الامن والمؤسسات) هو فخرة لنا جميعا, وكان مشهدا حضاريا بإمتياز. إذ لم تحدث الفوضي التى تنبى بها مُنجموا السياسة.  ويمكن إن نقول وبإعتزاز إن ما قدمه أخواتنا وإخوتنا في عاصمتنا طرابلس كان درسا راقي وحضاري شاهده كل العالم علي شاشات التلفاز وإعتراف به كل عقلاء العالم ...
* ألا تعلموا يا سادة بإن أحد أسباب إثارة الفوضي في العراق هو نوع حكومة المُحاصصة الطائفية التى أتي بها المُحتل وتحت رعايته لإحكام سيطرته علي البلد ...
* ألا تعلموا يا سادة بإن أحد أسباب إثارة الفوضي في العراق كان هو إطلاق العنان لما عرف بــــ "الشركات الأمنية التى اتت من أمريكا وأوروبا سعيا للربح كـــ شركة "كوستر باتلر" الامريكية  وشركة "قلوبال" البريطانية وشركة  "دانوبيا قلوبال" الرومانية وغيرها العشرات من هذه الشركات التى عتث في في الاراضي العراقية فسادا ودون أدني شعور بالمسؤولية...
* ألا تعلموا يا سادة بإن إستخدامكم للحالة العراقية كــــ "فزاعة" سيودي لإستمرار ظاهرة الخوف بين المواطنين والدفع بهم لقبول مبدأ "مات الملك ...عاش الملك." وإن إستخدامكم لهذه الفزاعة كمبرر لإستعانتكم بالمنشفين لإدارة الثورة لايمكن تفسيره الا بمعاني آخري غير المحافظة علي الامن والامان والخوف من إنتشار الفوضي والإنتقام...
ياسادة يا كرام أسمحوا لي أيضا أن أقول لكم – وبكل إحترام – بأن إستعانتكم بالسادة المنشقين تحت أي مُسمي هو إهانة لكل الكوادر الليبية القادرة والشريفة في ذاخل الوطن وخارجه. وانا علي يقين بأن في وطننا الحبيب ليبيا اليوم هناك الكثير من النساء والرجال المؤهلين والقادرين علي بناء دولتنا كما نريد ودون الإستعانة  بزبانية القدافي وأعوانه...
ياسادة إن الحديت علي الإستفادة من تكنوقراط القدافي  يجب ان يكون علي أساس الإستعانة بـــــــــــــ: 
التكنوقراط الناجحين ... لا ... الفاشلين...                                                                                             
التكنوقراط القادرين ... لا ... العاجزين...                                                                                                
التكنوقراط العادلين ... لا ... الظالمين...                                                                                              
التكنوقراط الجديرين بالثقة ... لا... الغير جديرين بها...                                                                                   
فهل هذه هي معاييركم في الإختيار ... نحن بكل صدق نشك في ذلك!
ختاما:                                                                                           
ياسادتي الكرام ... دعوني أختم هذه المناشدة بـــــ: 
(أ) لابد من التأكيد علي انه لا أحد يريد إحداث فوضي في وطننا الحبيب كالتى حدثت في العراق بعد إنهيار حكم صدام وسقوط بغداد عام 2003. وقد أذهب الي أبعد من ذلك وأقول بإنه حتى إخوتنا العراقيين لا يتمنون لنا أن يحدت ما حدت لهم... ولكن الغريب في هذا الامر هو ان تجد بعض أعضاء مجلسنا الانتقالي يروجون ويستخدمون "الفزاعة العراق" والتخويف "بالمليشيات"-- وكأن ليبيا هي العراق – لا لشيء الامحاولة إقناع أبناء شعبنا بضرورة إستمرار رموز القدافي في قيادة ثورتنا المباركة. إن هذه الدعوة للإبقاء علي المسؤولين في عهد القدافي  في مناصبهم هو أمر "مشبوه" وإهانة لكل الكفاءات والقدرات الليبية النظيفة في ذاخل الوطن وخارجه. 
(ب) يا سادة إن المليشيات الطائفية والعرقية التى وجدت في العراق كان أغلبها لمواجهة الغزو الخارجي وكان الكثيرون من أعضائها أجانب (غير عراقيين), أما في ليبيا فكل الكتائب الجهادية (أوالمليشيات كما يحلو للبعض ان يطلق عليها) فهي جماعات وطنية مئة في المئة وكل أعضائها من أبناء الشعب. وهي جماعات جهادية ثمتل المناطق والمدن التى تواجدة فيها ... فهل يعقل أويجوز المقارنة بين ما حدت في العراق وما يحدت في ليبيا اليوم.  
(ج) ياسادة لابد من التفريق بين التجارب والممارسات السياسية الناجحة والتى يجب ان نقتبسها وان نستفيد منها, وبين التجارب والخبرات الفاشلة التى يجب ان نرفضها. إن المنشقين عن حكم القدافي الشرير- مع أحترامي لإغلبهم - كانوا جزءا لايتجزا من حُكم ظالم مستبد , وركن من أركان دولة فاشلة بكل الحسابات والمعايير. وإن إصرار بعض أعضاء مجلسنا الانتقالي علي وجود هؤلاء المنشقين في قيادة الثورة لايمكن فهمه الا علي انه محاولة "إنقلاب ناعم" بقيادة جنرالات مدنيين لسرقة ثورة شعبنا وإحتواءها.  
(د) في الوقت الذي نشكر فيه كل من إنشق علي حكم القدافي الشرير ونبارك له رجوعه للحق وذلك لان الحق أحقُ أن يُتبع, لا نملك الا ان نقول لهم مرحبا بكم في دولتنا الجديدة التى سيكون أساسها الكرامة وأذاتها الإختيار وهذفها العدالة...  
(ه) إن كل ما يريده شعبنا منكم , يا سادة المنشقين (حتى ولو ان بعضكم ظلمنا ونهب ثرواتنا)هو أن تردوا الامانات الي أهلها وان تعتدروا لشعبكم علي الادوار التى قمتم بها بتمكين حكم القداقي الشرير خلال الاربعين سنه الماضية...  
(و) أخيرا يا سادة... أدعوكم ان  تقفوا وقفة شجاعة مع أنفسكم أولا, ومن أجل شعبكم ثانيا. وان تتذكروا بان الله قد منحكم فرصة ثانية فلا تضيعوها... وماعليكم اليوم الا ان تفسحوا الطريق لغيركم وتثبتوا لشعبكم إنكم صادقون في ثوبتكم وانكم صادقون في إنشقاقكم , فأتركوا الساحة السياسية   لمن صنع هذه الثورة المباركة ودعوهم يؤسسوا دولتهم الدستورية وبعد التأسيسها سيسمح لكم الدستور بممارسة حقوقكم السياسية كغيركم من المواطنين ... وتذكروا – في النهاية – بأنه إن لم تفعلوا سيلعنكم الناريخ وتلعنكم الأجيال لقادمة ...  فهل انتم مُتعضون ... أدعو الله ان تكونوا كذلك ...

 والله المستعان.
محمد عبد الرحمن بالروين
08 سبتمبر 2011

No comments:

Post a Comment

أخر مقالات نشرتها