Sunday, December 09, 2012

محمد عبدالرحمن بالروين: مناشدة ورجاء لكل التكثلات والاحزاب السياسية في الوطن


مناشدة ورجاء لكل التكثلات والاحزاب السياسية في الوطن
 
السيدات والسادة الكرام الذين نظمتم أنفسكم في تكثلات وأحزاب لخوض إنتخابات المؤتمر الوطني هذه الايام... السلام عليكم ورحمة الله...
أيها السيدات والسادة
انا أعلم انه من حقكم المشروع المشاركة كغيركم من أبناء هذا الوطن في انتخابات المؤتمر الوطني التى نخوضها الان وبما يخدم أجنداتكم ومصالحكم ويحقق في النهاية الفوز لإحزابكم وتكثلاتكم... وأنا علي يقين بانه لن يقف أحد في طريقكم لترشيح كل من تعتقدون انه الانسب من أعضاءكم في كل الدوائر الإنتخابية - الفردية منها والقائمة... ولكن أسمحوا لي يا سيداتى وسادتى ان أذكركم بمجموعة من الحقائق والنقاط الهامة التى أري ضرورة التذكير بها خدمة لوطننا الغالي وتحقيقا للصالح العام. ولعل من أهم هذه النقاط الآتي:
أولا: عليكم يا سيداتى وسادتى ان تضعوا نصب أعينكم وأنتم تخوض هذه العملية الانتخابية - التى أدعو الله ان تكلل بالنجاح- بانها ليست شىء عادي وأنما هي عملية تاريخية هذفها الاول والوحيد هو تأسيس الدولة وتوحيد الوطن والتأكيد علي إشراك كل المواطنيين في هذه العملية قدر الإمكان...
ثانيا: عليكم يا سيداتى وسادتى ان تتذكروا بان شعبنا الصابر وأغلب قواه الوطنية قد قبلوا القنون رقم (4) لسنة 2012 ميلادي بشان انتخاب المؤتمر الوطني العام وايظا القنون رقم (14) لسنة 2012 ميلادي بشان تقسيم الدوائر الإنتخابية بالرغم من إنتقادات وأعتراضات الكثيرون عليهما.
ثالثا: وعليكم يا سيداتى وسادتى ان تعلموا بان قانون الانتخابات وقانون الدوائر الانتخابية اللذان أصدرهما مجلسنا الوطني المؤقر يمكن أعتبارهما من أسوء القوانين الإنتخابية ولا يوجد لهما مثيل في كل الدول الديمقراطية المعاصرة. ولعله من المناسب هنا لتوضيح هذه النقطة الإشارة الي أهم عيوب ونواقص هذه القوانين:
(1) تجاهل هذه القوانين الكامل للمبدأ الانتخابي الذي يشترط ان تقوم العملية الإنتخابية علي أساس "لكل شخص... صوت واحد.".
(2) تجاهل هذه القوانين الكامل للمبدأ الانتخابي الذي ينص علي ان "كل مرشح... يمثل ناخبيه.".
(3) يأخذ قانوننا بنظام الصوت الواحد غير المتحول والذي يقوم على مبدأ الاقتراع لصالح مرشح واحد في دوائر متعددة التمثيل. ومن الغريب ان هذا النظام لا يطبق الا في اربع دول في العالم هي الاردن واندونيسيا وتايلند وتايوان. ولعلنا نتفق بان الديمقراطية في هذه الدول يجب الا تكون مثل لنا خصوصا في هذه الفترة التأسيسية لدولتنا.
(4) ان نظام الصوت الواحد غير المتحول يقود الي زيادة عدد المترشحين في كل دائرة مما يجعل من الممكن الفوز الانتخابات حتى لو تحصل المرشح الفائز على نسبة ضئيلة جداً من الأصوات.
(5) قي العادة ينتج عن نظام الصوت الواحد غير المتحول عدم حصول الأحزاب والتكثلات الصغيرة بأي تمثيل لها في في المؤتمر خصوصا اذا توزعت أصواتها بشكل كبير بين مرشحيها.
(6) إن إعتماد نظام الصوت الواحد غير المتحول سيقود الي ضياع أعداد كبيرة من اصوات المواطنيين التي ستذهب هباءً ولن يكون لهم من يمثلهم في المؤتمر.
(7) لعل من أهم عيوب نظام الانتخاب بالقائمة المغلقة انها تقود لتزييف إرادة الناخبين أوالتأثير عليها بالمال نتيجة لكبر الدوائر الانتخابية والاعتماد على التمويل الحزبي وليس التمويل الفردي. 
(8) كل مُطلع علي الغرض من إعتماد نظام الانتخاب بالقائمة المغلقة في الدول الديمقراطية هو تشجيع الناخب للإدلاء بصوته على أساس المبادئ والبرامج السياسية والحزبية وليس على أساس الاعتبارات الشخصية. وهذا يشترط ان يكون الوعي السياسي في الدولة مرتفع وإن للشعب اهتمامات كبيرة بالقضايا الوطنية.
(9) بمعني آخر تخصص المقاعد في القائمة المغلقة للكيانات والاحزاب السياسية وليس للمرشحين. وهذا ما نصت عليه المادة السابعة (الفقرة- 5) الخامسة من قانوننا الإنتخابي أذ نصت علي انه: "بعد تخصيص المقاعد تعتبر هذه المقاعد للكيانات السياسية وليست للمرشحين." والسؤال هنا هو: هل شعبنا حقا واعي وعلي دراية بهذا الشرط وما يعنيه؟ وهل احزابنا وتكثلاتنا السياسية لديها برامج ملموسة وعملية يستطيع شعبنا التمييز بينها واختيار الاحسن منها؟
(10) وآخيرا إن التقسيم للدوائر الانتخابية الثلاثة عشر التى نص عليها القانون رقم (14) هو بإختصار شديد تقسيم عشوائي وأنتقائي ومزاجي وغيرعادل بإمتياز والامثلة علي ذلك كثيرة لعل المقام لا يسمح بعرضها هنا.
أيها السيدات والسادة قيادات وأعضاء التكثلات والاحزاب السياسية...
بالرغم من هذه التحفضات (وغيرها الكثير) علي هذين القانونين الا ان شعبنا الصابر وكل القوي الوطنية قد قبلتهما ولا تملك الان الا الدعاء لإنجاح هذه العملية الانتخابية خدمة لشعبنا وحماية لوحدة وطننا. وعليه من دافع الوطنية وحرصا علي إنجاح هذه العملية الانتخابية لا أملك الا ان نناشدكم وأذكركم بمجموعة من القضايا التى اعتقد انها ستكون مصيرية في تحديد مستقبل الوطن وإعطاء حق كل ابناء شعبنا في المشاركة الفاعلة في بناء دولتهم الدستورية الثانية التى نحلم بها جميعا. ولعل من اهم هذه النقاط الآتي:
1. علي كل المرشيحن في الدوائر الانتخابية الفردية ان يقوموا بتعريف انفسهم وانتماءتهم الحزبية. اذ ليس من العدل ان تحتكر التكثلات والاحزاب ثمانين (80) مقعدا في القوائم المغلقة وفي نفس الوقت تقوم بدفع إعضائهم للترشح في الدوائر الفردية دون اعلام الناخبيين بإنتماءتهم وبرامجهم. ان هذا الاسلوب – أدا حدت يا سادة - لايمكن وصفه الا انه كولسة سياسية ومحاولة للسيطرة علي المؤتمر الوطني لتحقيق أغراض حزبية علي حساب مصلحة الوطن.
2. طالما اننا الان ليس لدينا أحزاب ولا تكثلات سياسية قوية لديها برامج واضحة يمكن للمنتخب ان يختار بينها بسهولة. وعليه فاننى أناشدكم ومع أحترامى الشديد لإحزابكم وتكثلاتكم الوطنية ان لا تدفعوا بإعضائكم للمنافسة في الدوائر الفردة, وان تتركوا هذه المقاعد في الدوائر الفردية للمستقلين الذين هم الاغلبية الساحقة من ابناء هذا الشعب.
3. أدعو كل المترشحين في القوائم الفردية ان يوقعوا علي عهد شرف يتعهدوا بموجبه ان يكون ولاءهم للوطن فقط وليس   لأي تنظيم اوتكثل سياسي آخر. وفي حالة وجود مرشحين في الدوائر الفردية ينتمون لإحزاب أوتكثلات معينه فاننى أطالبهم بأن يعلنوا ذلك علي الملأ تحقيقا للمصداقية والشفافية وحتى لا نخدع ابناء شعبنا.
4. ومن جهة آخري أدعو كل التكثلات والاحزاب التى ستشارك في دوائر القوائم المغلقة ان تقدم للناخبين برامجها المستقبلية ورؤاها في كيف يجب ان تكون عليه ليبيا المستقبل. إن غياب هذه البرامج والمبادي الواضحة لهذه التكثلات والاحزاب سيُفقد هذا النوع من الانتخابات مصداقيته. وسيقود الي الحد من قدرة الناخبين في إختيار من يرغبون ولايساعدهم في استمرار محاسبة ومراقبة كل من إنتخبوا.
وأخيرا أيها السيدات والسادة قيادات وأعضاء التكثلات والاحزاب السياسية دعوني أذكركم بان ما ذكرته أعلاه ليس نقد من أجل النقد وانما هو مجرد تذكير بمجموعة من الحقائق أملتها ضرورة المرحلة... وهو محاولة لتذكيرنا جميعا بان الوطن في خطر ويحتاج الي المزيد من التضحية منا جميعا... ومن هذا المنطلق يجب ان يكون وطننا فوق كل المصالح الحزبية والشخصية... فهل نحن مدركون لما نحن مقبلون عليه... أدعو الله عز وجل ان نكونوا كذلك...
وفي الختام لا تنسوا يا أحباب إن هذا مجرد مناشدة ورجاء أعتقد إنهما الصواب.... أدعو الله أن أكون بذلك قد ساهمة في خدمة شعبي وإنجاح ثورتنا المباركة... والله المســــــــتعــــان.
محمد عبد الرحمن بالروين
berween@hotmail.com
http://mohamedberween.blogspot.com
 

No comments:

Post a Comment

أخر مقالات نشرتها